+ A
A -
فيما تتكهن نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، بأن حزب إسرائيل بيتنا (بقيادة أفيغدور ليبرمان) سيحصل على حضور أقل من حضوره في الدورة الانتخابية السابقة، بينما حزب «غيشر» جسر (بقيادة أورلي ليفي)، قد لا يجتاز نسبة الحسم، ولايحصل على 2% من الأصوات، كما يتوقع المصير ذاته، لحزب «زهوت» (هوية) بقيادة موشيه فايغلين، بالرغم من تشدد الأخير، وطرحه إعادة احتلال كامل الضفة الغربية، واتباع سياسات الترانسفير والتهجير بحق المواطنين الفلسطينيين في الداخل المحتل.
لذلك، يُمكن أن نفهم اصرار نتانياهو على تبني الأحزاب التوراتية الصغيرة، والمتوقع لها أن تفوز بعددٍ من المقاعد في الإنتخابات القادمة، لذلك فضَّلَ التعاطي مع أتباع الحاخام المقتول (مئير كهانا) المنضوين تحت حزبٍ جديد باسم «قوة يهودية»، وهو الحزب الذي سعى نتانياهو، ونجح في مسعاه، أخيرًا لضمّه إلى تحالف حزب «البيت اليهودي» اليمينيّ الذي يشمل تيارات الصهيونية الدينية. والمعروف أن الحاخام (مائير كهانا) هو مؤسس رابطة الدفاع اليهودية، وعصابة (كاخ) الفاشية، وشغل منصب نائب في الكنيست الحادي عشر، وفي عام 1988، تم شطب قائمته الانتخابية، ومنعها من خوض «الانتخابات الإسرائيلية» في حينها العامة بشبهة أنها «عنصرية».
على كل حال، نتانياهو ليس وحده في ميدان احتضان القوى المتطرفة لغايات انتخابية، ولغايات تتعلق بالتشكيلة الإئتلافية مابعد اعلان نتائج الإنتخابات، فاستطلاعات الرأي الأخيرة في «إسرائيل» أظهرت وجود نسب تأييد متزيادة لأفكار عصابة (كاخ المتوحشة) وحزبها الجديد «القوة اليهودية»، في أوساط ناخبي جميع الأحزاب اليهودية، بما في ذلك التي تؤطّر نفسها في خانة الوسط، ومن أفكارها: تشجيع تهجير فلسطينيي الداخل، وشرعنة شنّ هجوم عليهم بعد وقوع عمليات مقاومة فلسطينية.
لقد عمل السياسيون الصهاينة، ومنهم نتانياهو على الحديث من حينٍ لأخر عن فكرة أن «إسرائيل» تسعى إلى السلام وحل الدولتين، لكنهم عملوا على ارض الواقع على اتخاذ خطوات متناقضة تنسف فكرة ومشروع حل الدولتين الذي تتبناه الأسرة الدولية.
حقيقة الأمر، وفي هذه الدورة الانتخابية نحو الكنيست الحادية والعشرين، يبدو أنه لا يوجد فرق بين منافسي الوسط في حزب (كاحول ـــ لافان) أو (أزرق ــ أبيض)، وحزب الليكود، وربما ينعكس شعار حملة نتانياهو «بيبي أو طيبي» كأسلوب لقول أن أي شيء لتحشيد قوى اليمين واليمين المتطرف وجذب أصوات الناخبين والتهويل من خطر يسميه نتانياهو «نهاية الهوية اليهودية في إسرائيل».
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
05/04/2019
1572