+ A
A -
طفرة، وكثرة أحزاب اليمين واليمين المتطرف في «إسرائيل» على أبواب الانتخابات التشريعية للكنيسة الحادية والعشرين، مثيرة للقلق بالنسبة لحزب الليكود وزعيمه «بنيامين نتانياهو»، وهي الأحزاب التي يعتمد عليها في تشكيل أي ائتلاف حكومي قادم، لذلك اندفع نتانياهو، وقبل فترة زمنية كافية، للعمل من أجل توحيد وتجميع عدد من تلك الأحزاب في قوائم موحدة، خشية عليها من عدم تجاوزها عتبة الحسم، فتم تشكيل قائمة انتخابية واحدة أطلق عليها اسم «البيت اليهودي»، وشملت حزب «البيت اليهودي» وحزب «الاتحاد الوطني (المفدال سابقاً)» وحزب «القوة اليهودية».
فيما تتكهن نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، بأن حزب إسرائيل بيتنا (بقيادة أفيغدور ليبرمان) سيحصل على حضور أقل من حضوره في الدورة الانتخابية السابقة، بينما حزب «غيشر» جسر (بقيادة أورلي ليفي)، قد لا يجتاز نسبة الحسم، ولا يحصل على 2% من الأصوات. كما يتوقع المصير ذاته، لحزب «زهوت» (هوية) بقيادة موشيه فايغلين، بالرغم من تشدد الأخير، وطرحه إعادة احتلال كامل الضفة الغربية، واتباع سياسات الترانسفير والتهجير بحق المواطنين الفلسطينيين في الداخل المحتل.
لذلك، يُمكن أن نفهم إصرار نتانياهو على تبني الأحزاب التوراتية الصغيرة، والمتوقع لها أن تفوز بعددٍ من المقاعد في الانتخابات القادمة، لذلك فضَّلَ التعاطي مع أتباع الحاخام المقتول (مئير كهانا) المنضوين تحت حزبٍ جديد باسم «قوة يهودية»، وهو الحزب الذي سعى نتانياهو، ونجح في مسعاه، أخيرًا لضمّه إلى تحالف حزب «البيت اليهودي» اليمينيّ الذي يشمل تيارات الصهيونية الدينية. والمعروف أن الحاخام (مائير كهانا) هو مؤسس رابطة الدفاع اليهودية، وعصابة (كاخ) الفاشية، وشغل منصب نائب في الكنيست الحادي عشر، وفي عام 1988، تم شطب قائمته الانتخابية، ومنعها من خوض «الانتخابات الإسرائيلية» في حينها العامة بشبهة أنها «عنصرية».
على كل حال، نتانياهو ليس وحده في ميدان احتضان القوى المتطرفة لغايات انتخابية، ولغايات تتعلق بالتشكيلة الائتلافية ما بعد اعلان نتائج الانتخابات، فاستطلاعات الرأي الأخيرة في «إسرائيل» أظهرت وجود نسب تأييد متزايدة لأفكار عصابة (كاخ المتوحشة) وحزبها الجديد «القوة اليهودية»، في أوساط ناخبي جميع الأحزاب اليهودية، بما في ذلك التي تؤطّر نفسها في خانة الوسط.
{(يتبع)
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
02/04/2019
1785