+ A
A -
كالعادة بعد أي عملية إرهابية في الغرب يقودها مسلم داعشي، أو قاعدي أو ما شابه ذلك وقبل أن تجف دماء المستهدفين فيها تخرج عشرات الأسئلة ومئات التحليلات، مع تواصل اللطم على مزيد من الآثار السلبية مع تراكم جبل الإسلام فوبيا في الغرب.
من جهة اخرى هناك من يحتفل بها لأن هذه العمليات اليوم غالبا ما تغذي مصالح أطراف بعينها ربما تكون ورائها بشكل مباشر في الكواليس الخفية على غرار ما نراه في الأفلام السينمائية، وربما من قبيل الصدفة، والانتهازية.
العجيب أن كل الفرضيات ربما تكون صحيحة في تداخل عجيب يتفرد به قانون هذا العصر الذي اصبح فيه القتل مجازا تصدره دول لغيرها بقصد تحقيق مصالحها، ولا مانع أن تستورده ما دام يحقق مصلحة ما ايضاً.
عمر متين منفذ عملية أورلاندو شاب مسلم من أصول أفغانية لم يعرف عنه التدين، لكن يبدو كما ذكر عنه فيه من السمات الشخصية الداعشية، وهي شخصية يمكن ان نضيفها إلى قائمة أنواع الشخصيات المتعارف عليها في ضوء الظاهرة الداعشية التي اكتسحت العالم شرقاً وغربا.
الشخصية الداعشية النموذجية كما استخلصنا بعد تجاربنا معهم شخصية تتسم بالاندفاعية،والانفعالية، مع مزيج من التهور والعنف ربما الظاهر أو الكامن بالإضافة إلى الميل للشعور بالعظمة المبطنة بالاضطهاد.
في الأخير هي شخصية غير مستقرة، وغير سوية تفتقر إلى العقلانية، وداعش اليوم أصبحت البيئة المثالية الحاضنة لمثل هذه الشخصيات المضطربة التي تبحث عن انتماء ما.. وتجد في التوجه الداعشي ما يغذي أو يبرر تطرفها، واضطرابها.
عمر متين شاب يحمل الجنسية الأميركية ربما ولد وعاش عمره كله في أميركا لم يطلق لحيته، أو يتأسلم في زيه، فمتى اصبح من مقاتلي داعش كما ذكر البعض!!! ولماذا اعلن ارتباطه بهذا التنظيم في مكالمة هاتفية له مع الشرطة اثناء محاصرتها للنادي الليلي قبيل قتله؟؟ هل هو الشعور بالانتماء الجاذب، أو البحث لنفسه عن مبرر ما لهذه الجريمة؟ وقد تلقفت داعش الحادث بأسلوبها الدعائي الانتهازي لتجعل منه بطلا من أبطالها،وشهيداً من شهدائها تفاخر به بين المنظمات الإرهابية كونه نفذ عملية من أكبر العمليات الإرهابية في أميركا بعد 11 سبتمبر، والقاعدة ليست أفضل منهم بشيء.
أم أن هذا الفتى بصفاته الداعشية المستغفلة من خلايا داعش النائمة، والتي تحرك تبع خدمات استخباراتية لخدمة، أو تحقيق مصلحة طرف ما؟، أو تنفيذ أجندات لضرب الوجود الإسلامي في الغرب بمعول الإرهاب، والتطرف.
استهدافه للمثليين أيضا سوف يصب في مصلحتهم ويخلق، أو يحقق مزيداً من التعاطف مع قضيتهم وبالتالي الاعتراف بالمزيد من الحقوق الباطلة، والمقززة لهم، بمعنى مزيد من التدهور الأخلاقي الذي بات مدروساً.
ترامب الذي احتفل بهذه المناسبة كونها ترفع رصيده لدى الناخبين، وتمنحه كل الأعذار على عنصريته المفرطة حتى طالب أوباما بالتنحي أين موقعه من الإعراب في هذا الحادث؟؟.
في النهاية يتبقى لدي سؤال واحد هل حقا اصبحنا نعيش في عالم يتحكم، أو يؤثر فيه بشكل كبير أهل الإجرام، والمضطربين نفسيا، وسلوكيا؟؟؟؟
بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
14/06/2016
1739