+ A
A -
كان التساؤل دائما.. ماذا سيفعل الوزير بعد تركه الوزارة؟، أين سيذهب؟ كيف سيقضي وقته؟ خاصة في العقود الأخيرة حيث كانت حركة التغيير الوزاري في قطر سريعة مقاربة بالعقد الأول للوزارة الأولى، وكان معدل سن الوزراء صغيرا نسبيا، حيث إن الكثير منهم قد ترك الوزارة وهو في قمة قدرته على العطاء. الخيرية في المجتمع القطري أكثر الأمور ثباتا، وأعتقد أن قطر مشروع خيري قبل أي شيء آخر، الجميل أن يسعى الإنسان، حتى بعد المنصب مهما كان رفيعا أن يكون جزءا من المشروع الخيري أين كان موقعة؟، ومهما كان مسماه؟ لأن الأساس الإنساني يأتي قبل المنصب السياسي أو الإداري أو الحكومي أو مهما كانت تسميته. سواء كان ذلك سعيا شخصيا من الشخص ذاته أو توجيها من جهة ما رأت في الاختيار مغزى وفائدة.
 الذي أعرفه الآن أن هناك اثنين من الوزراء السابقين يتبوآن منصبين كبيرين في مؤسسات خيرية هدفها الصالح العام، الأول سعادة الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم، وزير الدولة للشؤون الداخلية سابقا ووزير الدولة الحالي، رئيس مجلس إدارة قطر الخيرية، والثاني سعادة الأخ حسن بن عبدالله الغانم، وزير العدل السابق ونائب رئيس جمعية «وياك» للصحة النفسية. بعدما خرجا من المنصب االسياسي الرسمي، أصبحا أكثر بريقا من ذي قبل، عُرف عن الشيخ حمد بن ناصر طيبته وفزعته وحبه للخير، فحريٌ بقطر الخيرية في عهده أن تزدهر وتنمو وتتوسع  وأن تشمل الداخل كما تسعى في الخارج، والأخ حسن الغانم عرفته سليم الصدر، مترفعا عن سفائف الأمور وذلك ما يتطلبه برنامج الصحة النفسية في كل مكان وزمان. ما يهمني هنا أن  يعطي المجتمع شأنا أكبر للعمل الخيري وأن توظف قدراته البشرية لذلك، نرى حتى رؤساء العالم بعد انتهاء مددهم الرئاسيه يهرولون هرولة للعمل الخيري، نريد مزيدا من التركيز على فكرة عمل الخير بدلا من التقوقع في المنصب مخافة أن ينسانا المجتمع بعد تركه، المجتمع ينسى الوزير، وينسى المسؤول، لكن من يعمل الخير أو من يساعد باسمه أو بماله أو بجاهه في إتيان ذلك، يبقى في قلب المجتمع لا ينساه أبدا، بينما المنصب يدفن أشخاصا ويحيي آخرين إلى أجل معلوم، في حين يبقى صدى من يعمل الخير في سمع المجتمع وذاكرة الأيام
عبدالعزيز الخاطر.
copy short url   نسخ
14/06/2016
1145