+ A
A -
(كاحول ــ لافان) أو (أبيض ــ أزرق)، القائمة التحالفية بين حزب «حوسين ليسرائيل» بزعامة قائد هيئة اركان جيش الاحتلال السابق الجنرال بيني غانتس، وحزب «تيلم» بزعامة قائد هيئة الأركان ووزير الأمن الأسبق الجنرال موشيه يعلون، وحزب «يش عتيد» بزعامة يائير لبيد. هي القائمة التي تتصدر المشهد السياسي «الإسرائيلي» قبيل موعد إجراء الانتخابات التشريعية للكنيست الحادي والعشرين، والمقررة 9 أبريل 2019.
القائمة إياها، تحصد الآن نتائج متقدمة على صعيد استطلاعات الرأي اليومية في «إسرائيل» متجاوزة في حظوظها قائمة الحزب الأكبر، الليكود الذي يقود الائتلاف الحكومي الآن بزعامة نتانياهو.
القائمة (كاحول ــ لافان) تجمع ألوانا، وأطيافا سياسية من عموم الاتجاهات في «إسرائيل» من «اليسار الصهيوني» إلى اليسار الوسط، واليمين الوسط، وبالتالي لا يمكن اعتبارها بعيدة عن توجهات وسياسات ورؤى حزب الليكود، أو أي من أحزاب اليمين في «إسرائيل»، وخير دليل على ذلك برنامجها الانتخابي والذي أطلقته قبل أيام، وفيه «لن يكون هناك انسحاب إسرائيلي أحادي الجانب». كما تعهدت بأن أي «عملية سلمية تاريخية» مع الفلسطينيين، منوطة بالمصادقة عليها في استفتاء شعبي. وفقاً للبرنامج، فستعمل القائمة على تعزيز الوحدات الاستيطانية بالضفة الغربية، والحفاظ على «القدس الموحّدة، كعاصمة أبدية»، ويشير هذا المصطلح إلى القدس الغربية والشرقية. وكانت قيادة القائمة قد زارت مرتفعات الجولان السورية المحتلة، مؤكدة أنها «لن تتنازل عنها ولن تسمح لإيران بالتموضع قرب الحدود الإسرائيلية». وبالتالي فإن القائمة وببرامجها الانتخابي لا تختلف أو تبتعد كثيراً عن برنامج حزب الليكود. بل وتكاد تتطابق معه. وبالتالي فلا فرق بالنسبة للفلسطينيين بين (طاعون) الليكود، أو (كوليرا) (أزرق ــ أبيض). سوى أن الجنرال بيني غانتس قليل الخبرة والمداهنة السياسية بالنسبة لنتانياهو.
إن زعيم قائمة (كاحول ــ لافان) الجنرال بيني غانتس لا يختلف عن نتانياهو سياسياً بشكل كبير، فهذا اليهودي الغربي (الإشكنازي) الطويل وأزرق العينين، يشكّل نموذجاً إضافياً للحالة المتطرفة في مواقع القيادة والقرار في دولة الاحتلال. فالجنرال بيني غانتس قاد أكثر من عملية عسكرية ضد قطاع غزة، أثناء توليه رئاسة الأركان في قيادة جيش الاحتلال، وهو من كان يفاخر بأنه سيعيد قطاع غزة إلى العصر الحجري. وقد أعاد تكرار تلك المقولة خلال الأيام الماضية، متفاخراً بتاريخه العسكري الإجرامي ضد الفلسطينيين، معبراً بذلك عن موقف التيار الذي يزعم أنه يمثله والمزاج الشعبي الصهيوني العام المنحدر إلى التطرف بشدة، بغض النظر عمن يقود عربة الانحدار نتانياهو أو الجنرال غانتس.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
20/03/2019
1993