+ A
A -
في سنتي الاخيرة في جامعة قطر أنشىء مكتب وملحق صغير من الخشب بجانب مبنى الجامعه كُتب عليه اسم« مركز دراسات الخليج» ويعمل به احد الاخوة المصريين الذي سبق ورافقنا إلى تونس في رحلة سابقة

. ويدعى «إسماعيل».

وعلمت بعد ذلك ان المركزكان تحت إشراف الدكتور علي خليفة الكواري الشخصية القطريه المثقفة المعروفة خليجيا وعربيا والذي كنت قد سمعت عنه كثيرا ، ولم يكن يعرفني وقتئذ. ودُعينا كطلبة لحضور محاضرة للدكتور محمد غانم الرميحي من الكويت لاأذكر عنوانها الآن إلا انها أثارت كثيرا من النقاش وحضرها العديد من المهتمين بالشأن الثقافي القطريين الذين كنا نسمع عنهم كطلبة ولم نكن قد رأيناهم منهم سفراء وكبار موظفين، ثم استمرت المحاضرات لعدد من مثقفي الخليج أحدهم الدكتور الطويل لاأذكر أسمه الأول أستاذ الاداره من المملكة العربية السعودية واخرى للدكتور علي فخرو الوزير والمثقف البحريني المعروف، فحظيت هذه المحاضرات بشعبية كبيرة وخاصة بالنسبة لطلبة الجامعة الذين بدأوا يشعرون بعودة الجامعة إلى محيطها والتفاعل معه بدلا من كونها مجرد استمرار لمراحل التلقين وأداء الواجبات المدرسية السابقة، ولقد لمست بنفسي نقاشا حول هذه المحاضرات من جانب الطلبة في الكفتيريا وفي الفصل أكثر من أي نقاش حول المحاضرات الاكاديمية المقررة كمنهج واعتقد انه لو استمر المركز وطُور لكان قد حقق نقله نوعية للجامعة ولمخرجاتها، لكن خيار الثبات إنتصر على خيار التحول ، لنفاجأ بعد ذلك إلى إقفال المركز وإزالة لوحته وتحول مكاتبه إلى مخزن.كانت فكرة رائدة ومتقدمة في ذلك الوقت، إلا أنه أعيد إنشاؤه من جديد وهو موجود الآن كما سمعت وقرأت ، لكنه عاد بشكل آخر ضمن البرنامج الاكاديمي للجامعة ، فخسر المجتمع وجوده كإضافة واكتفى بوجوده المكاني داخل سور الجامعة، بعد أن كان يستقطب كل أطياف المجتمع.

بقلم : عبدالعزيز محمد الخاطر

copy short url   نسخ
08/05/2016
732