+ A
A -
المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة للبنان التي تبلغ مساحتها قرابة 22 ألف كيلومتر مربع، تحيطها كلّ من قبرص وسوريا وفلسطين المحتلة، وكانت «إسرائيل» السبّاقة في سرعة إبرام الاتفاقيات لاستخراج الثروات النفطية التي تقع ضمن السيادة الفلسطينية واللبنانية.
وزير الخارجية، والطاقة في لبنان جبران باسيل، أعلن منذ سنوات اكتشاف ثلاثين تريليون قدم مكعبة من الغاز في 10 % من المياه اللبنانية، بعد الانتهاء من مسح نحو 70 % من إجمالي مساحة المياه البحرية اللبنانية البالغة نحو 22 ألف كيلومتر مربع.. عمليات المسح تمت بطلب من الحكومة اللبنانية بتكليف لشركة (سبكتروم) البريطانية، وباستخدام تقنية المسح الثلاثي الأبعاد.. وكان لبنان أطلق في مايو الماضي 2018، المرحلة الأولى من تقديم العروض لشركات الطاقة العالمية لبدء التنقيب عن النفط والغاز، والتي تأهلت لها 46 شركة.. وتوقع الوزير جبران باسيل أن يبدأ لبنان ضخ الغاز ابتداءً من عام 2020، مُشيراً إلى أن الكميات المكتشفة تُعَدّ كبيرة وذات مستوى تجاري مُجدٍ إذا ما قيست بقيمتها المالية الحالية.
فيما أكَّدَ خبير دولي في شركة (سبكتروم) العالمية المتخصصة بالمسوحات النفطية أن هناك احتمالات عالية لوجود مكامن غاز في المياه الاقتصادية اللبنانية، أكبر من حقلي (تمار) و(لفيتان) قبالة مدينة حيفا على شواطئ فلسطين المحتلة.. وأشار الخبير نيل هدسجون، الذي كان قد شارك في مؤتمر حول الغاز والنفط في لبنان، إلى تقديره بأن الفرصة عالية للعثور على مكامن غاز هائلة قبالة السواحل اللبنانية، بكميات أكبر من تلك الموجودة في حقلي (تمار) و(لفيتان)، موضحاً إنه إذا سارت الأمور على ما يرام فإن بوسع لبنان إنتاج الغاز في العام 2019 أو 2020.. وقال هدسجون: «في البداية اعتقدنا أن الطبقة الأساسية مقابل الساحل اللبناني مشابهة في عمرها لتلك الموجودة في (تمار) و(لفيتان)، ولكننا اكتشفنا أن هناك طبقتين، وهذه فعلاً أخبار طيبة.. وأضاف: في الطبقة الأدنى مكامن أكبر للغاز الطبيعي، والأهم أن استخراج الغاز منها أسهل».. وفي منطقة تفتيش تمتد على ثلاثة آلاف كيلومتر مربع، قدر هدسجون أنه بالإمكان العثور على كميات غاز تتراوح بين 30 و40 تريليون قدم مكعب.. وللمقارنة فإنه يوجد في (تمار) عشرة تريليونات قدم مكعب، وفي (لفيتان) 17 تريليون قدم مكعب. وبغية الوصول إلى الطبقة العليا، ينبغي الحفر بعمق 3.5 كيلومترات داخل البحر، أما للوصول إلى الطبقة الأدنى فيجب الحفر لعمق ستة إلى سبعة كيلومترات.. ووفق هدسجون، فقد تم رسم خرائط 70 في المائة من منطقة الاكتشافات عبر استطلاعات سيمولوجية ثلاثية الأبعاد توفر صورة دقيقة.
النتيجة، أن دولة الاحتلال تحاول، ولا تزال تعمل على قرصنة شريط جنوبي بحري للبنان مساحته 864 كيلومتراً مربعاً، وهي منطقة واعدة وغنية بالغاز والنفط كما تُشير المعطيات والمسوح، فيما عملية التعاون والتنسيق السياسي والتقني والنفطي قائم منذ مدة طويلة بين قبرص ودولة الاحتلال (8)، التي مازالت توافق بالسماح لشركات التنقيب عن الغاز بالعمل في مياه البحر الأبيض المتوسط بمعزل عن القانون الدولي، ودون الاتفاق على الحدود البحرية بين طرفين هما في حالة حرب رسمياً قبل اعتراف الأمم المتحدة بموضوع الحدود في المنطقة الاقتصادية الخالصة.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
08/03/2019
1831