+ A
A -
زعزعة استقرار المنطقة الخليجية، وتمزيق أوصال النسيج الاجتماعي لشعوبها، بفرض الحصار الجائر على قطر، مع التعنت وقطع كل سبل الحوار والاتصال، هو جر للمنطقة برمتها، إلى واقع مضطرب مُهدَد أمنيا واجتماعيا يعاني حالة استقطاب حادة، وهو أمر جناه على المنطقة أباطرة الحصار الجائر دون أن يكترثوا إلى السلم الاجتماعي والنسيج الخليجي الموحد أو لمصالح المنطقة في الوحدة والعمل المشترك.
إن حالة التطرف المتصاعدة لدى دول الحصار، هي نموذج كاف لكل العالم، ليعلم إلى أي مدى يمارس هؤلاء الارهاب والتطرف عبر مستويات قيادية عليا، وهو ما أكده أمس في مؤتمر ميونخ للأمن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بإشارته إلى أن على المجتمع الدولي معالجة مشكلات مثل الإرهاب بشكل جذري، قائلا «هناك تطرف وإرهاب بقيادة حُكام».. مشددا أن الأمن الإقليمي أصبح مهددا بسبب انقطاع الاتصال والحوار بين قطر ودول الحصار.. وأشار إلى أن مجلس التعاون الخليجي كان نموذجا ناجحا وحجر الزاوية للاستقرار، وحذر من زيادة الاستقطاب وقال «إننا نعايش زيادة في الاستقطاب بالمنطقة تزداد يوما بعد يوم بشكل درامي».
إرهاب الحكام، تجلى بشكل فاضح، لدى دول الحصار، بإجازتها لتشريعات تحاكم شعوبها حتى على التعاطف! في كبت غير مسبوق لحق البشر في إبداء عاطفتهم تجاه جهة أو شخص أو مؤسسة أو دولة، هذا إرهاب غير مشهود في العالم، وقمع غير مسبوق للشعوب، التي مزقوا نسيجها الاجتماعي، وفرقوا عائلاتها، بل ووصل بهم الصلف والإمعان في السلوك الشرير إلى إغلاق أبواب بيت الله الحرام على شعب كامل، فحرموه أداء شعيرة وفرض واجب.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
18/02/2019
942