+ A
A -
تحل اليوم الذكرى العاشرة لرحيل الأديب العربي السوداني الكبير الطيب صالح عن عمر بلغ ثمانين عاماً، وقد كتب وقيل عنه الكثير، وهو – رحمه الله – يستحق كل تكريم، وما أخطؤوا حين جعلوا اسمه عنواناً لجائزة أدبية، فهو بهذا يتساوى مع الروائي العربي الأشهر في القرن العشرين نجيب محفوظ.
لكنني لن أتحدث عن الأديب الكبير، بل عن نجمة كبيرة جداً لا تنال ما تستحق من التكريم والحديث عنها في ذكرى ميلادها أو وفاتها، ويذكرني صوتها بما قاله «سايمون كول» معد ومنتج البرامج الشهير لإحدى المتسابقات «صوتك كالذهب السائل» ولكنني أفضل تعريف الروائي المبدع الراحل جمال الغيطاني بأن صوتها «كريستال سائل» ويكفيها أيضاً أن موسيقاراً عبقرياً هو الراحل عمار الشريعي وزع أغنياتها عزفاً وسمى الألبوم «مجنون ليلى» ولعلكم أدركتم الآن أنني أعني الفنانة الراحلة ليلى مراد التي مرت أمس ذكرى ميلادها في 17-2-1918 وتوفاها الله في 21-11-1995 ويقول الناقد السينمائي طارق الشناوي بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لميلادها «أنا واحد من ملايين عشاق ومجاذيب ودراويش ليلى مراد، من علامات الجنون أنى أصحو على صوتها، وأنام على صوتها، وبين النوم واليقظة لا يفارقني صوتها ولا ملامحها».
ليلى مراد وإسماعيل يس هما الفنانان الوحيدان اللذان كان اسم كل منهما يرد في عنوان الفيلم، وعندما كانت ليلى ممثلة ملء السمع والبصر كانت تتقاضى 15 ألف جنيه عن الفيلم الواحد، ودون اللجوء إلى قيمة المبلغ الشرائية، نذكر للمقارنة أن فاتن حمامة كانت تتقاضى 5 آلاف جنيه، ليس لأن ليلى ممثلة أفضل من فاتن، بل لأن المنتجين يريدون الاسم الذي يجذب المشاهدين أكثر.
ليلى مراد مصرية يهودية، عندما كان أبناء الشعب المصري يعيشون في وئام ومحبة دون النظر إلى ديانة كل منهم، وقد أسلمت وأعلنت إسلامها عام 1946وفي هذا دليل على كذب الإشاعة التي راجت بأنها تبرعت لإسرائيل بمبلغ 50 ألف جنيه، فلم تكن إسرائيل موجودة حين أسلمت، وأشاعوا أيضاً أنها زارت إسرائيل، ولو أن هذا حدث فعلاً، لملأت إسرائيل الدنيا ضجيجاً.
وأضرب دائماً ليلى مراد مثلاً للفنان الذي يعرف متى يجب أن يتوقف، فقد اعتزلت الغناء والتمثيل وهي في أوج تألقها، وعمرها 45 عاماً، والتزمت بذلك، ولم يرها أحد بعد ذلك لا في لقاء صحفي ولا تليفزيوني ولا في حفلة، بينما أم كلثوم نفسها ظلت تغني حتى صار عمرها 75 عاماً، وكان واضحاً أن صوتها لم يعد يصلح للغناء، حتى إنها لم تستطع تقديم أغنيتها الأخيرة على المسرح، وكررت صباح الغلطة، وتكررها بعدها فيروز.
بقلم: نزار عابدين
copy short url   نسخ
18/02/2019
1867