+ A
A -
من حسن الطالع أن يأتي اليوم الرياضي هذا العام ونحن نعيش فرحة فوز منتخبنا ببطولة كأس آسيا، وفوزه بالأخلاق والروح الرياضية، وفوزه كذلك بحب وقلوب جماهير الرياضة في الوطن العربي الذين خرجوا إلى الشوارع ملوحين بالأعلام القطرية ويهتفون باسم قطر ويحيون العنابي على تميزه وتفرده خلال أيام البطولة.
الثلاثاء الثاني عشر من فبراير الذي يوافق احتفالنا باليوم الرياضي للدولة تمتزج أفراحنا بالحصول على الكأس مع فعالياتنا الرياضية، لنؤكد أن قطر الحبيبة تأبى الجمود والتوقف عن الحركة، ففي الحركة بركة كما قال الأولون، إنها دولة حيوية تحب التجديد، ولكنه التجديد القائم على أساس من الاحترام للعادات الإنسانية والحفاظ على الموروثات الأخلاقية، فانطلقت إلى آفاق هي فيها متفردة ومتميزة، وواحدة من هذه المبادرات هو تخصيص يوم رياضي في العام يوافق الثلاثاء الثاني عشر من شهر فبراير ليمارس الجميع فيه الرياضة سواء كانوا قطريين أو غير قطريين ممن يعيشون على أرض قطر، للتأكيد على أن الرياضة كالتعليم حق للجميع وليست وقفا على فئة المحترفين، والطريقة التي تحتفل بها قطر في اليوم الرياضي تجعل منها منارة رياضية وتشكل فرصة غير تقليدية للتقريب بين فئات المجتمع من خلال التجمعات واللقاءات المختلفة التي تعتمد على المبادئ الإيجابية مثل التمكين لروح الفريق الواحد والاندماج والمشاركة من أجل اللياقة البدنية والصحية.
وعلى هذا الأساس تم تخصيص هذا اليوم لممارسة الأنشطة الرياضية من قبل مواطني دولة قطر، من أجل الترويج للرياضة وتثقيف المجتمع المحلي بالطرق التي تؤدي إلى تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بأسلوب الحياة قليل الحركة، مثل أمراض القلب والشرايين والبدانة والسكري، وفي نفس الوقت إضفاء المظهر الجمالي على الإنسان بالرشاقة والأناقة وإعطاء صورة ذهنية للمجتمع الدولي عن البلد الذي يستضيف مونديال 2022 بأنه بلد محب للرياضة وله مبادرات خلاقة في هذا المجال
في كل عام ونحن نشاهد ونشارك في فعاليات اليوم الرياضي للدولة، ونتابع هذا الكرنفال الجميل الفريد الذي يشارك فيه جموع الشعب بدءا من قاعدته وصولا إلى قمته، تختلج في نفسي خواطر كثيرة أولها أن شعبنا القطري يفخر ويعتز بكونه يدا واحدة خلف قائده تميم المجد، بعيدا عن الشعارات الرنانة والكلمات الطنانة، وأوحى لي بهذه الخاطرة ارتداء الجميع الزي الرياضي لا فرق بين هذا وذاك من المناصب والدرجات الوظيفية أو الحقائب الوزارية.
في اليوم الرياضي تختفي الفوارق ويخرج الجميع رجالا ونساء كبارا وصغارا تلبية لنداء الوطن ليقدموا ويثبتوا للعالم كله صورة جمالية وحضارية عن دولتنا قطر، وليؤكدوا على أن الرياضة في مفهومنا ووعينا ثقافة وأسلوب حياة يومي.
إنه ليس مجرد يوم في العام نحتفل، بل رمز لتلاحم الشعب والقيادة، وانطلاقا منه يمتد هذا التلاحم طوال العام بدلالاته ورسالاته، فضلا عن إثبات كوننا شعبا رياضيا ذا مظهر جميل، ومن لم يمارس الرياضة احترافا عليه بممارسة التمارين والحركات الجسدية من أجل زيادة اللياقة البدنية، وإنقاص الوزن، والمحافظة على الشكل الخارجي للجسم، والتسلية المفيدة، وقضاء أوقات سعيدة، وتقوية الذاكرة، وزيادة نسبة التركيز إلى حدٍّ كبير، والتخلص من التوتر والضغوطات الحياتية، وتعزيز الثقة بالنفس والقوّة في مواجهة بعض المواقف، وما إلى ذلك من فوائد عديدة ومبادرات جديدة من أجل قطر، ودمتم.
copy short url   نسخ
11/02/2019
2386