+ A
A -
نستطيع أن نبني عشرات المساجد والمراكز الإسلامية، في اوروبا واميركا، وكل دول العالم التي تعيش فيها أقليات من المسلمين.. هو عمل رائع وواجب نحسب أن الله سيؤجر من يقومون به ويجزيهم خير الجزاء.. لكن ديننا العظيم، الذي نريد نقل تعاليمه السمحة السامية إلى الآخر، سيقدمه الإنسان وليس الجدران.
قفزت في ذهني هذه العبارة، عندما اجتهدت القنوات والمواقع الالكترونية، في اعادة اذاعة وبث حوارات الرياضي الاسطوري المسلم، محمد علي كلاي.
في احد الحوارات قبيل اعتزاله، سأل محمد علي المشاهدين في القاعة، عن عدد المؤمنين منهم بالله، وبعد محاضرة مختصرة عن وجود الخالق سبحانه وتعالى، قال كلاي: إنني أستعد لليوم الذي سألقى فيه الله.. إن الله لن يمجدني لأنني هزمت جو فريزير، لأن ما يريده هو معاملتنا لبعض. انتهى الاقتباس من كلام الاسطورة، في اللقاء التليفزيوني، الذي اجراه وهو في كامل صحته وقوته.. والآن قل لي.. من من الدعاة – مع كامل الاحترام لهم وعظيم التقدير لجهدهم، سيكون أكثر تأثيرا في المستمعين والمتابعين، من محمد علي؟!
مثال آخر.. هذه المرة من حوار اجراه الاسطوري في اخريات حياته، وقد تمكن مرض الشلل الرعاش من جسده، حيث سأله مقدم البرنامج: لماذا قبلت الظهور وانت على هذه الحالة من الاعياء؟.. فيجيب البطل المسلم: لأقول إنني راض بما يختبرني الله به من مرض. انتهى ايضا الاقتباس.
في تقديري، ليس ثمة ناقل ايجابي لصورة المسلمين، من ظهور الممثل الأميركي الأسمر ويل سميث إلى جانب صديقه محمد علي كلاي بعد هجمات 11 سبتمبر، وهو يدافع عن الإسلام ممثلاً في شخص صديقه قائلاً: «إن الأبطال يأتون بكل الأحجام والألوان والخلفيات والأديان. وهذا الرجل - مشيراً إلى الاسطوري - أحد أشهر الأشخاص في العالم، وهو أحد أعظم أبطال عصرنا وهو مسلم»، «لم يكن الدين.. بل الكراهية هي الدافع وراء هجوم الـ11 من سبتمبر».. انتهى ايضا الاقتباس ولا تعليق.
في جنازته لاحظ أن الاميركيين أجبروا على استخدام مصطلح جنازة بعد وفاة محمد علي، اضطرت الصحف والفضائيات الغربية، أن تنقل، تلاوة القرآن الكريم، والادعية وصلاة الجنازة، بل أن مسيرات خرجت في شوارع ليوفيل، مسقط رأس محمد علي، تردد هتاف التوحيد، وتقرأ سورا من القرآن الكريم.
خلاصة ما أريد قوله، إن حياة بطل مسلم في أي مجال، بل ومماته ايضا، هو افضل دعاية وأحسن وسيلة لتقديم النموذج الحقيقي لديننا العظيم، واننا مهما بنينا وشيدنا، سيظل النموذج الإنساني، هو الوسيلة المثلى، لنقل الصورة، وازالة ما علق بها من أدران، بسبب افعال البعض، سواء كانت بحسن نية أو سوء طوية.
لم يبق الا اقتباس أخير من اقوال الراحل النبيل، أراه ختاما مناسبا لهذه السطور..
«خدمتك للآخرين هي الإيجار الذي تدفعه مقابل استضافتك في الأرض». رحم الله الأسطورة محمد علي كلاي.
بقلم : محمود عيسى
copy short url   نسخ
12/06/2016
1470