+ A
A -
أفصحت سلطات الاحتلال عن نواياها بإغلاق مدارس ومؤسسات وكالة «الأونروا» في القدس الشرقية، في سياقات مسلسل العمل على إنهاء وتفكيك الوكالة، وهو أخطر إجراء في مسارات تهويد المدينة منذ احتلالها الكامل عام 1967، و«أسرلة» القدس الشرقية المحتلة ومحيطها على وجه الخصوص، وعلى المستويات كافة.
نوايا سلطات الاحتلال تأتي بعد قرار ما يُسمى بـ «مجلس الأمن القومي» في مكتب «رئيس الوزراء الإسرائيلي» بنيامين نتانياهو، وهو القرار الهادف لتنفيذ خطة رئيس بلدية الاحتلال السابق نير بركات القاضية بإغلاق مدارس ومؤسسات وكالة (الأونروا) في القدس المحتلة بدءاً من العام الدراسي المقبل 2020، والذي سيشمل أربع مدارس في المرحلة الأولى، في مخيم شعفاط، ومسجل فيها 1200 طالب وطالبة، بالإضافة إلى مدرسة الوكالة الابتدائية في وادي الجوز، ومدرسة الوكالة الابتدائية للبنات في سلوان، ومدرسة الوكالة الابتدائية في صور باهر، ويتلقى في المدارس الثلاث ما يقارب 700 طالبة وطالبة تعليمهم المدرسي. الإغلاق يهدف إلى تهويد المدينة والمساس بحقوق اللاجئين وبالوجود الدولي فيها، كما أنها تستهدف أيضاً القدس ومؤسساتها وذلك في إطار استراتيجية دولة الاحتلال القائمة على تهويد المدينة المقدسة وتعزيز سياسة التطهير العرقي والتهجير القسري وبسط السيطرة على جميع مناحي الحياة فيها، وفرض وقائع جديدة على الأرض.
الإجراءات إياها تهدف أيضاً في المرحلة الراهنة، الاستيلاء على مبنيين تاريخيين، المبنى الأول هو المدرسة العمرية التي تطل على المسجد الأقصى مباشرة من الجهة الشمالية وعلى امتداد مئات الأمتار والتي تشغلها مدرسة للوكالة، والمبنى الثاني هو مبنى المدرسة البكرية الذي يقع داخل إحدى البوابات الرئيسية للأقصى.. باب الملك فيصل، وتشغله أيضاً مدرسة للوكالة.
مدرسة «خليل السكاكيني» للبنات، المعروفة سابقاً باسم مدرسة القادسية بحارة السعدية في القدس القديمة، تبلغت أولياً عن النية بإغلاقها وإخلاء طالباتها لصالح تحويل المدرسة لأغراض استيطانية في محيط المسجد الأقصى المبارك.
المدرسة بنيت منذ 120 عاماً، على دونم من الأرض وتشمل 28 غرفة صفية، وقد بُنيت المدرسة أواخر القرن التاسع عشر وأدارها الانتداب البريطاني، ومن وكالة الأونروا في ظل الإدارة الأردنية، ومنذ الاحتلال «الإسرائيلي»، والآن تسعى بلدية الاحتلال، لإنهاء دور هذه المدرسة بعدما رفع اسم المدرسة من تسجيل الطالبات للعام الدراسي القادم.
ممارسات سلطات الاحتلال، تأتي نتيجة الغطاء الأميركي السياسي والقانوني والمالي لدولة الاحتلال وقرارات وخطوات الإدارة الأميركية الأحادية وغير المسؤولة تجاه الحقوق الفلسطينية المشروعة ومنها وقف تمويل وكالة (الأونروا) بشكلٍ كامل والعمل على إحالتها على التقاعد بينما تقف 150 دولة ضد هذا الطرح الأميركي، وتقف وراء الوكالة وتدعم خدماتها.
إن الدفاع عن مدينة القدس، على المستوى العربي والإسلامي وعلى مستوى الهيئات الدولية، وعن وجود المؤسسات الوطنية الفلسطينية واستمرار عملها، ووجود مؤسسات وكالة الأونروا، وخاصة التعليمية منها، ضرورة وطنية، كما هي ضرورة خدماتية، لتثبيت صمود المقدسيين على الأرض، في مواجهة حملات التهويد والمساعي «الإسرائيلية» لتقليل أعداد المواطنين العرب أبناء المدينة، عبر سياسات التطفيش وتجفيف الموارد، وإغلاق المؤسسات الوطنية التي تعود عليهم بالنفع العام، وفي المقدمة منها مؤسسات وكالة الأونروا.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
30/01/2019
1749