+ A
A -
لا يختلف اثنان على أن قطر تتصدر الدول العربية بل دول المنطقة كافة في تطور الإعلام، سواء من حيث الإمكانات أو التحديثات التقنية أو عدد وسائل الإعلام أو سعة الانتشار وشبكات المراسلين، فضلا عن المهنية والاحترافية، والجوانب الفنية التي تتعلق بالشكل كالإخراج ومؤثرات الصوت والإضاءة، وقبل كل هذا معايير الصدق والدقة والأمانة في جوهر الرسالة الإعلامية.
ويعود الفضل في كل هذا إلى المناخ الصحي في مجالات حرية الرأي والتعبير الذي تتمتع به قطر، فلم تكمم فما، ولم تسكت صوتا، ولم تقصف قلما، ولم ترفض دخول وفد إعلامي حتى لو كان هذا الوفد رياضيا وليس سياسيا، أو تحظر دخول صحيفة، أو تحجب موقعا من المواقع الموجودة على شبكة الإنترنت، مثلما تفعل الدول التي طالما زعمت أنها توفر مناخا صحيا للإعلام.
وفي الأسبوع الماضي اتخذت قطر خطوة في طريق التمكين للريادة والصدارة الإعلامية بموافقة مجلس الوزراء الموقر في الاجتماع العادي يوم الأربعاء على مشروع قانون إنشاء المدينة الإعلامية، بهدف تطوير النشاط الإعلامي ليس على المستوى المحلي أو الإقليمي فحسب، ولكن أيضا لاستقطاب الإعلام العالمي والشركات التكنولوجية والمؤسسات البحثية والتدريبية في المجال الإعلامي عموما بما في ذلك الإعلام الرقمي.
ويمكننا القول إنه بإنشاء هذا المدينة في الدوحة فإن قطر تنافس نفسها، لأنه لا يوجد لها منافس حتى الآن، فالقنوات التي انطلقت من عدة دول عربية لمنافسة شبكة الجزيرة قد تساقطت في الطريق الواحدة تلو الأخرى، فأصبحت صورا باهتة غير واضحة المعالم في تقليدها للجزيرة، لأنها عجزت عن توفير شبكة مراسلين حول العالم تنقل الأحداث متزامنة مع وقوعها، كما عجزت عن تحري الموضوعية في تحليلاتها السياسية، ثم لا يوجد من يجرؤ على منافسة قطر في مجال الإعلام الرياضي، وقد حاولوا مرارا وتكرارا ولكن كان مصيرهم الفشل الذريع، لأن الجمهور في طول العالم وعرضه أصبح واعيا، قادرا على تمييز الغث من الثمين، بعد أن تحول هذا الكوكب إلى قرية صغيرة بفعل تكنولوجيا الاتصال التي مكنت الجميع من الاطلاع على تجارب الآخرين.
لم تكن الريادة والصدارة الإعلامية في قطر إلا جزءا من الواقع القطري، فلله الحمد والفضل والمنَّة تحتل قطر الصدارة في مجالات عديدة يشهد بها القاصي والداني.
وعما قريب سوف نكتب عن الشبكات الإعلامية حول العالم التي تتسابق لتحجز أماكنها في المدينة الإعلامية القطرية، فأهلا ومرحبا بإعلاميي العالم في قطر الحب، وقطر الحرية وقطر «تميم المجد».
بقلم: آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
06/01/2019
2279