+ A
A -
لأن قطر بلد حيوي وفاعل ونشيط، يجد الكاتب فيه الأفكار للكتابة والموضوعات الهامة على المستويات المحلية والإقليمية والعربية والدولية تتدفق كالشلال، ويستطيع المبدعون أن يتوصلوا بسهولة إلى حلول للكثير من القضايا التي تشغل الإنسانية، فمن إطلاق القمر سهيل 2 إلى إطلاق البوابة الإلكترونية لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربيّة، وصولا إلى احتفالات البلاد باليوم الوطني وفعالياتها التي يشارك فيها جموع الشعب، ولا تخطئها عين، فمنتدى الدوحة 2018، وهذا كله في غضون هذه الأيام القلائل، فما بالنا بأحداث العام كله؟ وسط هذا الزخم والتألق والتفرد، انعقد منتدى الدوحة 2018، وتفضل «تميم المجد» حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، فشمل برعايته الكريمة حفل افتتاحه، وقدم سموه من خلال كلمته تشخيصا دقيقا للمشكلات التي تعاني منها الإنسانية، ووصف الحلول الناجعة والناجحة لها أمام عدد من كبار الضيوف وصناع القرار حول العالم، وعلى مسمع من الدنيا كلها. ومع أننا يجب أن نتوقف كثيرا عند كل فقرة وعبارة وكلمة في هذا الخطاب الهام، أرى أن من أهم ما يمكن أن نلتفت إليه ويلتفت إليه الجميع في كلمة سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، هو إعادة النظر في مفاهيم الكثير من المصطلحات السائدة، إذ أن الكثير من هذه المفاهيم أصبحت ضيقة بمرور الوقت، ودخول تكنولوجيا الاتصال في مفاصل حياتنا، وفي صدارة هذه المفاهيم التي تحتاج إلى إعادة نظر وصياغة يأتي مفهوم الأمن الذي يشغل الإنسانية كلها على مستوى الدول والأسر والأفراد، وأفضل ما يمكن أن يعتمد مفهوما للأمن ما جاء في خطاب سمو الأمير المفدى بقوله: «كما أن المفهوم الضيق للأمن يشكل خطراً على الأمن ذاته، لأن انعدام الأمن الإنساني يعود فيهدد الأمن والاستقرار بمفهومهما الضيق، ومثلما ليس من الممكن تحقيق تنمية اقتصادية على المدى البعيد بدون التنمية البشرية، كذلك من الضروري تحقيق الأمن بكافة أبعاده الاقتصادية والسياسية والبيئية والمجتمعية». فكلمة «أمن» هذه التي تتكون من ثلاثة حروف فقط، قامت من أجلها حروب ونزاعات واحتقانات، سالت فيها الدماء بحارا، بسبب غياب المفهوم الواسع والصحيح لها. وعليه فإن من الكلمات من خطاب سمو الأمير حفظه الله التي تزن كل واحدة منها بميزان الألماس يمكن من خلالها تعميم مفهوم الأمن بصياغة جديدة، تتضمن هذه الأبعاد التي ركز سموه عليها، ولأننا بلد الأفعال فإن مناقشات منتدى الدوحة لهذا العام لم تبتعد عن مضمون الأمن بمفهومه الصحيح إذ عُقِدت تحت عنوان «صنع السياسات في عالم متداخل»، وناقش قضايا وبحث آليات صنع القرار على مدار يومي 15 و16 ديسمبر الجاري. وناقش المنتدى السياسات وتداعياتها وآثارها على الشعوب ضمن 4 محاور رئيسية هي الأمن، والسلام والوساطة، والتنمية الاقتصادية، والاتجاهات والتحولات. ولأن قطر أخذت على عاتقها أن تكون قوة للخير والسلام ستظل تعمل من أجل الأمن والسلام للجميع بإذن الله.
بقلم: آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
18/12/2018
1994