+ A
A -
في رحاب الوطنبعدما هطلت أمطار الخير على البلاد أخذت الأرض زخرفها، وتشكلت الروض بما فيها من أعشاب وحشائش جميلة غنَّاء، ومسطحات واسعة خضراء، وانتشرت الأشجار الوارفة هنا وهناك التي ترسل إلينا أو تمنحنا الروائح المنعشة، فتشيع بيننا الراحة والتفاؤل والانسجام النفسي. الحفاظ على هذا المنظر الجميل الذي حبانا الله به مسؤوليتنا جميعا، لأننا كلنا نستفيد منه ونستمتع به، فالاستمتاع بجمال الطبيعة، وأخذ قسط وافر من الهواء النقي، وقضاء أمسيات رائعة تحت السماء التي تزينها النجوم الزاهرة وضوء القمر المنير، من شأنه أن يجدد فينا النشاط، ويهيئ الحالات النفسية كي تنسجم مع واجبات العمل اليومية عند الكثير من الناس. ولكن دائما لكل قاعدة استثناء، فقد لاحظنا وجود البعض ممن لا يتعاملون مع هذه الروض والمسطحات الخضراء تعاملا حضاريا، لا يتورعون أو يترددون في السير فوقها بواسطة الدراجات والسيارات، فيدمرون الأعشاب بكل قسوة، ويعتدون على البيئة بكل وحشية، إذ من المعروف أن الأعشاب والنباتات التي يجري تدميرها تحت إطارات السيارات والدراجات الهوائية لا تقوم لها قائمة ولا تنبت من جديد، مما يشكل ضررا بالغا بالغطاء النباتي لبيئتنا الجميلة. المطلوب إذن وقف هذه الانتهاكات التي تتعرض لها الروض، ويكون ذلك من خلال حملات توعية بأهمية هذه الروض، ونشر لوحات إرشادية عن كيفية التعامل الحضاري معها، وفي نفس الوقت تحرير المخالفات وتوقيع العقوبات على من يثبت انتهاكه لهذه الروض. لا نستطيع أن ننكر أن المواطن القطري أصبح لديه وعي كبير بأهمية الحفاظ على البيئة، إذ لم يعد الحفاظ عليها ترفا وإنما ضرورة حياتية، بعدما أثبتت دراسات علمية كثيرة أن التلوث البيئي من شأنه جلب الكثير من المشاكل الصحية والاقتصادية والاجتماعية، ولكن من نتحدث عنهم هنا قلة قليلة لكن ما يقومون به يضر بالبيئة أضرارا كثيرة. هذه الطبيعة والبيئة الجميلة في دولتنا العزيزة يجب أن نبادلها حبا بحب، فمثلما تمنحنا الهدوء والراحة، وتجدد لنا النشاط والطاقة، علينا أن نحافظ عليها بأقصى ما في وسعنا، نحافظ على جمالها، وعلى برها وبحرها، وطيورها ونباتها لأن قطر تستحق الأفضل من أبنائها.
بقلم: آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
06/12/2018
2592