+ A
A -
ها هو الضيف المنتظر الذي ينتظره كل المسلمين شرقاً وغـرباً والذي يتبادلون فـيه الهدايا وأجمل التبريكات.. رمضان شهر الخير والبركات يعود علينا وتبدأ معه أجمل اللحظات والدقائق والحكايات يعود رمضان ومعه تعود لنا الفرحة باستقباله والتهيؤ لتأدية فـرائضه.. هذا هو شهر الطاعة الذي ننتظره..
نبارك لكم قدوم الشهر الكريم داعـين المولى عـز وجل أن يبلغـنا إياه بالصحة والسلامة لا فاقدين ولا مفقودين.. ها هو ضيف الرحمن أقبل ببركاته وحرماته ونفحاته فاللهم بلغـنا رمضان وأنت راضٍ عـنا اللهم أعـنا عـلى صيامه وقـيامة وبلغـنا بركاته وبلغـنا يا الله قـيام ليلة القدر على الوجه الذي ترتضيه لنا يا الله أعاده الله عـلينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركات.
يحل الشهر الكريم في شهر من شهور الصيف ومن المتعارف عـليه طول النهار بالصيف وخاصة بالدول الأجنبية.. الصيام هنا مختلف حيث لا نستشعـر رمضان مثل من هم بالدول الإسلامية ساعات العـمل الطويلة والإجازات لا تختلف عـن بقية العام فهنا الصيام حقيقة كالجهاد لأنك لابد أن تعمل وتمشي بالشارع وترى المطاعم مفتوحة والناس تأكل وزميلك بالعمل يشرب القهوة ويأكل أمامك والحياة عادية فـيصعـب الصيام أكثر.. نعم ويجاهد الشخص نفسه كثيراً حيث لا يعلم عن ماذا يصد أو يغمض عـينيه جميعاً حيث لا يرى ولا يشم ولا يسمع حقيقة من يعمل بالخارج خاصة في رمضان يجاهد كثيراً وهنا بالصيف يطول النهار نوعاً ما فـتجد من يمتلك القدرة عـلى الصيام وعـلى قـدرة تحمله وتجد آخر لا يستطيع والبعض يفطر حيث لا يمتلك قـدرة الصيام ومجاهدة النفس.. أصدقاءنا الأجانب هـنا يقدرون لنا قـدرتنا عـلى الصيام ويهنئوننا بقدوم شهر رمضان وكلهم شغـف في مقدرتنا كمسلمين عـلى الصمود كل هذا الوقت ومجاهدة أنفسنا.. وإذا كانوا قريبون منك الكثير منهم يحترم ذلك ولا يأكل ولا يشرب أمامك.. ومن الأشياء التي أسعـدتني هي وصول رسائل التهنئة من زملائي الأجانب بقدوم رمضان وكذلك إرسالهم صوراً وكروت تهنئه.. وهـناك مع الأسف من يطلب منا عـدم تهنئتهم بأعـيادهم ومناسباتهم.. هاهو شهر السعادة الذي يشعـر به المسلمون في شتى بقاع الأرض، جميعاً تتحرر قلوبهم شهراً كاملاً تُحلق في آفاق بلا حدود شريط ذكريات..
قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فـِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ البقرة 185 «
شهر رمضان شهر العـبادة والقرآن وليس شهر المسلسلات والتفاخر بالأكلات وليس شهر الخيم الرمضانية.. ها هو شهر القيام والعـبادة أقبل فلنستغل هذا الشهر الفضيل فهو شهر فـرصة ثمينة قـد لا تعـود ولا نعـرف إذا كنا نحن سنعوده العام المقبل.. رمضان مزرعة العـباد قـد أتى ليطهر قلوبنا ولنشمر روحنا وجهودنا ولنؤدي حقوقه قولا وفعلا فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نادما يوم الحصاد.. خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغـفر له.. كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العـبادات وأقـبل عـلى قـراءة القرآن.. وكان محمد بن إدريس الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمة، وكان قـتادة يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة، فإذا جاء العـشر ختم في كل ليلة مرة.. لنضع لنا جدولاً في رمضان نتفنن به كما نتفنن في موائدنا.. جدولاً نستطيع فـيه القيام بعبادتنا في هذا الشهر الفضيل وإن لم نقدر عـلى قـيام الليل ولا صيام النهار فلنعلم أننا محرومون قـد كبلتنا الخطايا والذنوب.
قدم بعض السلف الصوم عـلى سائر العـبادات فسُئل عـن ذلك فقال: لأن يطّلع الله عـلى نفسي وهي تنازعـني إلى الطعام والشراب أحبّ إليّ من أن يطّلع عـليها وهي تنازعـني إلى معـصيته إذا شبعـت.. الصائم في عـبادة وإن كان نائماً عـلى فـراشه، فكانت حفصة تقول: يا حبذا عـبادة وأنا نائمة عـلى فـراشي، فالصائم في ليله ونهاره في عـبادة ويستجاب دعاؤه في صيامه وعـند فطره فهو في نهاره صائم صابر، وفي ليله طاعم شاكر.
دعـوة للجميع وأنا منكم لننهض ولنستهل من خيرات وبركات هذا الشهر الفضيل فهو ضيف جميل راحل قـريباً وأيامه ولياليه معـدودة.
بقلم : إيمان عـبد العـزيز آل إسحاق
copy short url   نسخ
08/06/2016
4460