+ A
A -
سـلـطـان بـن مـحـمـد

الإيتكيت أدب السلوك جزء من ثقافة المجتمع الظاهـرة وهي كلمة فـرنسية (ETIQUETTE) وتعـني جملة قـواعـد السلوك المتعـلقة بالمظاهـر الخارجية لموقـف الإنسان من الناس من حيث لـباقة المعاملة مع الآخرين وصيغ النداء والتحية والسلوك في الأماكن العامة.. ولكن الملاحظة هـنا أن الاهتمام بالشكل الخارجي لا يظهـر هـنا إلا بمقدار ما ينعكس فـيه التصور عـن الجمال في سلوك الإنسان ومظهره الخارجي، ولكن هـناك البعـض قـد خلط بين حُسن المعاملة والاستجابة لـنداء الآخرين، والتحلي بالأخلاق بالسعي وراء المظاهـر لكي يخفي جوهـره ويضلل ضميره المظاهـر الكـذابة وفعـل التصنع، وهـو ظهور المرء بما ليس فـيه، والتباهي والخيلاء والتكبر، وهـذه جميعا سرعان ما تزول، لأن حبل الكـذب قصير دائما، والكـذب كما لا يخفى عـلى أحـد، من أبواب النفاق والعـياذ بالله.
وللابتعاد عـن هـذه الخصال، يجب عـلى الإنسان أن يكون إيجابيا أي يستفيد منه المجتمع، إما من ناحية الإنتاج في العـمل، أو من ناحية تربية الأجيال الصالحة وإصلاح المجتمع والمساهمة بتقـديم خدمات أخـرى، وبتفاعـله مع كل ما هـو محيط به، وأن يتوافـر فـيه الإحساس بإنسانيته، ويعـني شعـور الفـرد بالانتماء لمجتمعه، وإحساسه بما يحدث لغـيره، ومشاركة غـيره في المجتمع، وتقـديم المساعـدة والعـون لمن يحتاج ذلك وهـذه الصفة هي التي تميز الإنسان عـن سائر المخلوقات.
إن فـن التعامل يعـني: سلوك، أخلاق، ذوق، احترام الذات والآخرين، فـن التعامل مع الآخرين، فـن الخصال الحميدة، فـن التصرف الراقي المقبول اجتماعـيا.. هـو مجموعة تصرفات تؤدي إلى احترام النفس واحترام الآخرين، وكل شخص لا يحترم نفسه ولا يقـيم اعـتبارا لقـيمها لا يحق له أن يطلب من الآخرين اعـتباره واحترامه.. هـو السلوك الذي يساعـد الناس عـلى الانسجام والتلاؤم مع بعـضهم البعـض ومع البيئة التي يعـيشون فـيها.. لقد عـلمنا ديننا الإسلامي الحنيف الكثير من مكارم الأخلاق ومحاسنها.. وعـلى سبيل المثال لا الحصر نذكر بعـضا منها:
1 ) فـن التعامل مع رسولنا الكريم صلى الله عـليه وسلم:
«إِنَّ الَّذِينَ يَغـُضُّونَ أصواتهم عِـندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى».
2 ) التأدب والإنصات في سماع القرآن الكريم:
وإذا قـرئ القرآن فاستمعـوا له وأنصتوا لعـلكم ترحمون ) نجد البعـض يسمع القرآن يتلى وهـو غارق في سماع الأغاني أو الحديث في الغـيبة والنميمة، فأين الـذوق والأدب مع كلام الله.؟
3 ) التأدب مع الوالدين:
وذلك بوجوب طاعـتهما والإحسان إليهما.. «وقضى ربك ألا تعـبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً».
4 ) خفض الصوت:
عـدم رفع الصوت بأكثر مما يحتاج إليه السامع فإن في ذلك رعـونة.. قال سبحانه وتعالى: «وَاغْـضُضْ مِن صَوْتِكَ إِن أَنكَـرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ».
وإذا كان فـن التعامل عـند الآخرين عادة فـنحن معـشر المسلمين ولله الحمد عـندنا الأخلاق والذوق عـبادة..
بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
17/10/2018
2262