+ A
A -
في المفاوضات الجارية، علناً، أو خلف الكواليس، بشأن التوصل إلى «هدنة» أو «تهدئة» مع الإحتلال على جبهة قطاع غزة، نلحظ بأن فصائل اليسار الفلسطيني لادور حقيقي لها على الإطلاق، فالأمر يدور بين أطراف فاعلة، ونعني بها قطبي المعادلة الفلسطينية، حركتي فتح وحماس، فيما تمت دعوة بعض فصائل اليسار كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى القاهرة من قبل المخابرات المصرية لإطلاعها على مايجري، ونيل موافقتها أو توقيعها دون أن يكون لها دور مُقرّر أو دور ملموس في الموضوع كله.
لماذ تهمشت فصائل اليسار الفلسطيني، ولماذا تراجعت أدوارها إلى هذه الدرجة، ومن أوصلها للحالة إياها خلال العقدين الأخيرين من الزمن، بعد أن مقررة في المعادلة الفلسطينية...؟
أسئلة ملحة، ومطروحة على أجندة معظم من كانوا في صف اليسار من الكوادر الفلسطينية ذات التجربة الكفاحية، أيام النهوض الوطني الفلسطيني الكبير... لكن تلك الأسئلة مازالت خجولة، وتطلق من حناجر متحشرجة، ولم تدق على الجدران بقوة ليسمعها الجميع...!
حقيقة، يجد اليسار الفلسطيني نفسه اليوم، أسير تراثه من الأدبيات ذات الطابع الإنشائي في غالبيتها، يُعيد إنتاج الثقافة والسياسة بتعابير متخصصة من أرشيف بالي لمستهلكي الجمل اللفظية، بثقافة وسياسة تطغى عليها تعاليم غاية في الجمود (الدوغمائية)، فتحولت الأيديولوجيا التي انتسب إليها اليسار إلى مجرد ألفاظ سطحية. عدا عن المشغالات الداخلية بين فصائل اليسار بعضها ببعض حيث المماحكات النظرية التي استنزفت اليسار في سجالات لم تستطع أن تعدو به إلى الأمام ولو بخطوات السلحفاة.
بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
18/09/2018
1916