+ A
A -
أن يعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من منصبة، بعد إدانة مدير حملته الانتخابية السابق، بول مانفورت بتهم الاحتيال بالتهرب الضريبي والمصرفي، واعتراف محاميه السابق مايكل كوهين بتهم تتعلق بالاحتيال المالي والضريبي وانتهاك قوانين تمويل الانتخابات فتلك سابقة، نستبعد رغم إمكاناتها أن تحدث، فالأرجح أن يتوقف الأمر إن تطورت الأحداث عند حدود المساءلة، من قبل مجلس النواب الأميركي، إذ يمكن لأعضائه أن يتقدموا بمشاريع قرارات لمساءلة الرئيس، ويمكن للمجلس أن يبدأ الإجراءات بالموافقة على قرار بالتفويض بإجراء تحقيق.
لكن وبعيدا عن إمكانية العزل، فإن ثمة ما يمكن استخلاصه من الأزمة التي يمر بها ترامب، والتي أثرت وستواصل التأثير لا شك على اتزانه السياسي والنفسي، وهو ما يبدو واضحا من تصريحاته.
فالرئيس الأميركي ما زال يتحدث بطريقة «عالمثالثية»، فعندما يقول سيد البيت الأبيض للأميركيين «أنا أو الفقر»، محذرا من حدوث انهيار أسواق المال في بلاده حال تم عزله، فتلك عبارة لا تختلف كثيرا عن عبارة «أنا أو الفوضى»، التي أطلقها مستبدو العالم الثالث إبان الربيع العربي.
لكن الرجل، وإن كان أساء صياغة العبارة، لكنه يبدو على معرفة جيدة بنفسية مواطنيه، فالمواطن الأميركي يضع ما يدخل جيبه، وما يحصل منه كضرائب في المقام الأول، عند اختيار وتقييم أي رئيس، وقد يقبل من رئيسه أية أخطاء أو حماقات، طالما لم تنقص من دخله، ولم ترفع من الضرائب المفروضة عليه، ولم تؤثر على الخدمات المقدمة له، وهو ما يجعلنا نستبعد تماما فرضية العزل، دون إنكار إمكانية وقوعها.
رغم أية تحفظات على المجتمع الأميركي فيما يخص القضايا العربية، إلا أن أزمة ترامب، تقدم دليلا جديدا على تمسك الأميركيين، بالديمقراطية والحرية والفصل بين السلطات، فعندما يهاجم الرئيس وزير العدل جيف سيشنز، ويرد الأخير بأن عمل وزارته لن يتأثر بالاعتبارات السياسية، فتلك حالة، نضعها في منطقتنا في خانة «الغول والعنقاء والخل الوفي».
الاستخلاص الأخير يتعلق بنا نحن العرب، فكالعادة، انقسمنا إلى فريقين، أحدهما يرى أن عزل ترامب سيرفع الغطاء عن عدد من الزعماء ويهوي بسياساتهم التي شجعها وربما حرضهم عليها، والآخر يرى في بقاء ترامب ضمانة لبقائه.. ليبقى السؤال قائما بلا إجابة.. متى سنفطم عن الصدر الأميركي؟!!.
بقلم : محمود عيسى
copy short url   نسخ
26/08/2018
1785