+ A
A -
نخرج للحياة وتتوقد أحلامنا كالضوء، نسعى لتحقيقها وقد ننجح ونتعثر وقد نيأس وقد نصل أو نكتفي بأن نسلم تلك الأحلام لرف الزمن يحفظها وسط الغبار، وتبدو الحياة كحلم جميل قد يكون حلم يقظة أحيانا وقد يوقظنا منه الموت، إنها الحياة هذا السر العظيم الذي نمتلكه منذ أن وجدنا خلية نابضة في أحشاء أمهاتنا ووهبنا طاقة الحياة أصبحنا مؤهلين لفهم سرها.. فقد تلمس بعض الفلاسفة والمعلمين بعضا من تلك الأسرار بينما غابت عن الأغلبية الكثير من بديهياتها وتتالت أجيال بعد أجيال مكررة ومرددة أنماط من سبقوها في الحياة متخلين تماما عن استعمال ما يملكون من طاقات في سبيل الوصول إلى فهم أكبر لمعنى الحياة أو كيفية عيشها بل إنهم أحاطوا أنفسهم بحواجز الخوف وسخروا طاقاتهم دون أن ينتبهوا لمصلحة ما يعيق تطورهم وسعادتهم وإمكانياتهم كأحياء.
أنت تحصل على ما تشعر به لا على ما تفكر به فالشعور حالة تجسد ما تؤمن به تماما وتذكر جيدا أن ما تؤمن به ككائن حي يسيرك ويسير الكون من حولك إلى أن تصل إلى تحقيقه فالغزال يقع فريسة للأسد رغم أنه أسرع منه بكثير نتيجة خوف الغزال من افتراس الأسد له فهو يجري بأقصى سرعة هاربا إلا أن قناعته بضعفه تجعله يلتفت إلى ورائه مرات عدة فتنخفض سرعته ويتمكن منه الأسد وقد تبدأ يومك ولديك شعور منذ أن تستيقظ وأنت في السرير أنه يوم سيئ وتتابع يومك بأحداث تتطابق وهذا الشعور فكل شيء تحاول تحقيقه يتسم بالفشل، لذلك لا تسمح لأي خطأ يعكر صفو إحساسك بالتفاؤل ويجعلك تحكم على أن هذا الخطأ سيمتد ليشمل نهارك كله أو حياتك كلها.
إذاً مشاعرك تشكل حياتك فاصنع عالمك بنفسك فمن المهم جدا أن تتحلى بالتفاؤل والمشاعر الإيجابية تجاه كل ما تصادفه يوميا فتلك المشاعر ستشكل طاقة تبثها حولك وتعود عليك أنت بالفائدة ثم على من حولك.
اطلب ما تتمناه وحاول أن تجسده أمامك من خلال فكرة ثم انتظر أن تحصل عليه فأحيانا تسعى أفكارك لإعاقتك من الحصول على ما تتمناه من خلال أعمال المنطق البشري حيث هناك ما يسمى بصعوبات ومستحيلات يمكنها أن توقف تلك المشاعر الإيجابية من التدفق وتذكر دائما أنه ليس من المفترض أن تعلم كيفية سير الظروف كل ما تحتاجه هو أن تعلم ماذا تريد تماما.
علينا أن نعي أن الفرق ما بين الذين يعيشون حياتهم وكأن بيدهم عصا سحرية يحققون بها ما يتمنون والذين يصارعون معوقات الحياة هو أسلوب ونمط تفكير متعاكسان تماما ومعنى تبني أسلوب حياة معين هو أن تتخذه كنمط حياة لا أن يكون حدثا طارئا على حياتك تقوم به صدفة ثم تعاود لأسلوب سلبي اعتدت عليه ولأن الحياة لا تخلو من التوتر اليومي الذي يودي بصحتك.
ولنفترض أن لدينا شخصين يعانيان من نفس الإعاقة الصحية إلا أن تعاملهما معها مختلف تماما حيث أحدهما يحاول أن يتقبل إعاقته ويبرمج حياته ضمن إمكانياته بشكل يحقق فيه بعضا من السعادة أما الآخر فيتابع تذمره من إعاقته ويصف بدقة ألمه وأماكن الضعف في جسده، إن مثل هذا الشخص يبتعد عن حالة الشفاء في كل مرة يتبع فيها هذا الأسلوب في التفكير والتعبير.
والأهم الآن أن تعي إن مشاعرك وتفكيرك يعيدون بناء جسدك من جديد ففي كل مرة تتبع أسلوب تفكير معين أنت تعطي جسدك جرعة شفاء أو قد تمكن المرض منك أكثر فهناك الكثير من الأمراض التي شفي أصحابها تماما نتيجة تغير أسلوب حياتهم الفكرية، كما أن هناك الكثير ممن عاودهم المرض نتيجة العودة إلى أسلوبهم السلبي وأخيرا تذكر أنه عندما نخشى بعض الأمور فأنها تحصل، إنه توقيت دراسي قادم فاشحن نفسك بالإيجابية والعطاء لتقدم لأبنائك ذلك في عامهم الدراسي الجديد، ومع تحديات دراسية جديدة نحن بحاجة لتحديات نفسية أكثر وكل عام وأبناؤنا الطلبة والطالبات العائدون والمنضمون لمقاعد الدراسة بخير، ودمتم بود.

بقلم : ابتسام الحبيل
copy short url   نسخ
25/08/2018
2596