+ A
A -
الإنسان اليوم يتجه نحو التجهم بشكل غير مسبوق، يمتلك الثروة والصحة لكن النفوس قد ضاقت والقنوط قد انتشر والإيثار قد اختفى والأنانية قد تركزت، حتى إنك تجد مجالس شاهقة ليس لها رواد، وقصوراً منيفة تحول بينك وبينها الأبواب.
البهجة تحتاج إلى نفس فيها مساحة خالية من الدنيا ومتعلقه بشيء آخر غير المادة، البهجة تحتاج رؤية ومساحة للعين تبصر أبعد مما ترى، هؤلاء البسطاء الذين يرحلون عن دنيانا خسارة كبيرة للمعنى وللدنيا كقيمة، يرحلون خالي الوفاض إلا من وفاض الابتسامة والذكرى التي تمتد إلى الأسارير فتبتسم لا شعورياً بمجرد ذكراهم. الدنيا فلسفة وليست منهجاً صارماً، إذا عشتها كمنهج ستسقط في الاختبار لأنك لا تستطيع فهماً لتناقضاتها، الضحك والسخرية فلسفة، رحل عني بعض الأصحاب ضاحكين ساخرين من الدنيا وهي تلعب بنا جميعاً وتسخر من يقيننا بها وبجدارة وجودنا فوق أرضها، ليس هناك علاج للدنيا غلا أن تعيشها ضاحكاً ممتلئاً إيماناً بأنها درب ومجرد طريق، في اعتقادي أن قلة الوفاء هي أكثر ما يعاني منه الإنسان ويجرحه ما نعايشه من قلة وفاء البعض وتنكرهم للصحبة وللأخوة، فالابتسامة والظرف وخفة الدم هي كل المساحة التي يحتاجها الإنسان ليعيش، بت أبحث عن الظرف والبهجة في الخارج خارج نفسي فلا أجده.
المجتمع يعيش إنسانياً ببنيته العليا من فن ومسرح وكوميديا نحتفل اليوم بالمناسبات، لكننا لا نفرح، ونسمع للأغاني ولكننا لا نطرب، ونشاهد الكوميديا ولكننا لا نضحك، وبرحيل الظرفاء من بيننا، يصبح الوضع داعشياً لأننا سنجد أنفسنا مع من يعتقد بقبضته على الحقيقة، فتتصادم الحقائق ونفتن، ونعيش العمر ثقيلاً والهَم طويلاً طويلاً.
بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
20/08/2018
2519