+ A
A -
نعم الله لا تُعد ولا تحصى مهما عصفت بنا الايام ضيقاً أو ألما أو خذلانا الا ان الله عز وجل وهبنا الحياه لنعيشها وهي فرصة لا تُعوَّض ومن خلالها نحقق ويحقق كل شخص إنسانيته كاملة والحياة أيضاً هي الحاضنة الكبيرة لكل مخلوقات الله تعالى والتي تتواجد مع بعضها البعض وتتفاعل بشكل إيجابي ما لم تحدث تدخلات بشرية غير مشروعة، وهي بهذا المعنى تزهو وتزدهر وتتألق بالتكامل الحاصل بين عناصرها فالحياة فرصة علينا اغتنامها بالخير بدلا من الأعمال السيئة والنزاعات كما أنّها ثمينة بحيث لا يُتصوّر إهدارها فيما لا فائدة منه، فهي بهذا كله تُعتبر رأس مال الإنسان وحتّى يَستمتع الإنسان بحياته يستوفي غاياته ويحقّق أحلامه وطموحاته كان لزاماً عليه أن يتبع أسلوباً معيناً في الحياة ويهتم بالعديد من الجوانب وإلا فإنه معرّض لأن يحيا حياةً نمطية يُقلّد فيها من حوله ويكون نسخةً مطابقةً عنه.
ولعل الاستمتاع بالحياة وملء أوقات الفراغ بالهوايات والأعمال التي يهواها القلب يساعد على زيادة الإنجاز وإدخال البهجة إلى القلب ولعل حب الحياة أحد أهم وسائل الاستمتاع بها فعلى عكس الثقافة السائدة التي تقلل من قيمة الحياة في عيون الإنسان وتجعلها مكاناً للتعب والضنك فهي في الواقع مكان للقيام بالأعمال الصالحة وهي مقدمة النعيم الأبدي الذي لا يفنى لذا فإن الحياة تمتلك كافة المقومات التي تجعل الإنسان محباً لها، حريصاً على قضاء وقته فيها بكل ما هو مفيد ونافع وعدم إهدار الفرص المتاحة واقتناصها بكل ما أوتي الإنسان من قوة وجهد ولكن بشرط عدم الإضرار بالآخرين فإلحاق الضرر بالآخرين من أجل التحصل على المكاسب يجعل الإنسان يبدو لا أخلاقياً، وبالتالي فإنه سيخسر أكثر مما قد يكسب نتيجة لنفور الناس عنه. ولتستمتع بالحياه فان الهمة العالية والطموح المرتفع يساعدان الإنسان على الاســتمـتاع بالحيـاة وإيجاد معنى لها خاصة إن ارتبط كلٌّ منهما بتحقيق خدمة جليلة للإنسانية جمعاء.
الحياة نعمة من نعم الله التي منحها لكافة مخلوقاته وزينها لنا بالمال والبنين لنتمتع بهما ونسعد وهي الممر والامتحان الذي سيعبره جميع البشر وهي الدار التي سنحاسب على ما أتت أيدينا فيها وما فعلت أنفسنا من أقوال أو أعمال، فمن نجح بامتحانه ظفر الهناء والفرح ووصل إلى الآخرة والذي لا ينفذ ولا يزول ولا ينضب، وأما من تبع هواه وانحرف عن الطريق السليم وجد الويلات وسوء الختام. وحب الحياة حجر الأساس الأول الذي يمكن الإنسان من عيش حياته وكأنه يرسم لوحةً زاهية بألوان مفرحة فيزين حياته بحبه للآخرين وحبه للخير فتسود المحبة والفرح والسرور أرجاء الكون، ويختفي الظلم والكره ويدفن عميقاً بعيداً عن الحياة، أما حجر الأساس الثاني في هذه الحياة فهو تكوين العلاقات الاجتماعية الطيبة بين الناس فلا يمكن التمتع بالحياة بوحدة ومعزل عن الآخرين فالحياة هي الشجرة والعلاقات الاجتماعية هي أغصان هذه الشجرة التي مهما تنوعت واختلفت تعود للأصل، ولهذا يجب أن تكون العلاقات الاجتماعية قوية ومتينة ونظيفه ومترابطة مع بعضها البعض.
ولأن الحياه ليست ورديةً دوماً فان بها الفرح والحزن والخير والشر والطيبه والاستغفال والصدق والكذب، الحياه بمجملها مجموعه من التناقضات والسعيد من اخذ منها واعطى دون اساءه واستغفال وكذب وطعن، وقد تعصف الحياة بالإنسان وتطفئ نور الأمل لديه إلا أنّ عليه أن يكون ناعماً مثل أوراق الشجرة وصلباً كجذورها وخشناً كساقها وطيباً كعطرها، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس والتذكر دائماً أن كل ليل آخره نهار مشرق جميل والعودة للتحليق في فضاء هذه الحياة التي هي نعمه من الله سبحانه وتعالى ونعمة الحياه احيانا من نعمة البشر الذين نخالطهم ويكونون جزء من حياتنا ومحيطنا نتأثر بهم ونؤثر فيهم.
لنحرص جميعاً على حب الحياة والاستمتاع بنعم الله وشكره عليها، وجعلها مكاناً للذكريات الجميلة المليئة بالحب والحنان، مع محاولة إصلاح الكون وتزيينه باللمسات الجميلة فالحياة كالتربة الخصبة التي تعطي من يزرع ثماره دون انتظار المقابل، فليكن زرعنا جميلاً ذا رائحة عطرة يفوح لأجيال وأجيال ولتكن اعمالنا في صالح البلاد والعباد ودمتم.
بقلم : ابتسام الحبيل
copy short url   نسخ
11/08/2018
6522