+ A
A -
من المؤسف أن يعيش زوجان تحت سقف واحد لعشرين عاما دون أن أدنى وفاق، ولا بعض مودة...وكأن مرور هذه السنين عليهم لم يصنع سوى ركام من الذكريات البغيضة التي تسد الباب أمام أي فرصة للتقارب أو التفاهم.
نتساءل طبعا ما سبب ذلك؟ لماذا قد يفشل مشروع إنساني بحجم هذا المشروع الذي يكون البشرية منذ سكنت الأرض؟ هل هو قرار اتخذه الزوجان، أم احدهم مقابل سوء تقدير، وفهم من الآخر؟ هل هو فشل يأتي من سوء اختيار للشريك، أو بسبب شخصيات لا تملك مهارات الاتصال، والعيش المشترك؟
أسباب كثيرة قد لا تنتهي عند البحث عنها....والمشكلة أنها في تزايد خاصة في المجتمعات المتطورة، والحاصلة على التعليم المنتظم، بل نجد أن الأمر أحيانا ينتهي في فترة الخطوبة، كما تتصاعد معدلات الطلاق في السنوات الأولى بشكل مخيف الأمر الذي يخبرنا أن ثقافة الزواج، واختيار الشريك قد تغيرت، وأن معطيات القبول، والرفض للطرف الآخر قد تغيرت أيضاً، كما تغيرت الأوليات عند جيل الشباب اليوم خاصة مع الوفرة، والاستقلالية المادية للمرأة.
ورغم أن قضية الزواج هي أهم قضية في المجتمعات البشرية إلا أن الاهتمام بها من الناحية التعليمية، والتثقيفية مازال سطحياً، مهملاً، بينما يحتاج اليوم وبشدة إلى تدخل حقيقي يهيئ الأجيال الجديدة لمؤسسة الزواج، وحتى لا نسقط فيما سقط فيه الغرب، ما الذي يمنع من إضافة مناهج دراسية في المراحل التعليمية المتأخرة تعني بإيضاح، وشرح حقيقة المؤسسة الزوجية، ومسؤولياتها في المجتمع...وعناصر اختيار الشريك المناسب الذي يتناسب مع شخصيتنا، واهدافنا في الحياة...وما إلى ذلك من أمور تصنع لهم ولو القليل من الرؤية الواضحة التي ينطلقون منها لاختيار الشريك المناسب، وتأسيس حياة زوجية ناجحة بعيداً عن الصورة المادية الجامدة التي تلخص الزواج عند المقبلين عليه في المظاهر الاحتفالية به، وحجم ما سينفق لتأمين ذلك بما يرضي المجتمع ببذخ وهذا هو المؤسف أكثر حيث ان مجتمعاتنا باتت تشارك وبشدة في تسطيح معنى الزواج، وتعميقه في الوعي، واللاوعي على أنه مجرد مظاهر احتفالية لا يعنيهم بعدها ما يحدث عندما يخرج العروسان من قاعة الزفاف.
تذكر لي احداهن أنها شعرت بالصدمة بعد ان دخلت قاعة العرس وجاء وقت خروجها مع العريس، تقول: في تلك اللحظة انتهبت فقط أنني تزوجت، وتساءلت ماذا علي أن أفعل الآن؟
باعتقادي هناك الكثيرات مثلها، واتساءل كيف يغفل الوالدان عن ذلك؟. ربما هم ممن ذكرناهم في بداية المقال!!!!

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
06/08/2018
2543