+ A
A -
يمكن القول ان العلاقة بين القطبين الاعظم حاليا ليست كما كانت عليه في السابق من توتر وتنمر، وذلك على الرغم من تصريحات الرئيس ترامب عشية قمة هلسنكي التي قال فيها: إن روسيا والاتحاد الأوروبي والصين «أعداء» للولايات المتحدة، لأسباب عدة، هذا لا يعني أنهم سيئون، بل هذا يعني أنهم منافسون، وايضا رغم أعتقال «سي آي إيه» الشابة الروسية ماريا بوتينا في واشنطن لحظة مصافحة بوتين لترامب في هلسنكي بتهمة التجسس، وكذلك رغم الاتهامات الأميركية لعدد من ضباط الاستخبارات الروس بالتدخل في الانتخابات الأميركية. من جانبه نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن تكون أسلحة بلاده المبتكرة التي قدمها في مارس الماضي، موجهة ضد أميركا، كما نفى أن يكون مشهد استعراض الصاروخ «سارمات» يظهر ولاية فلوريدا هدفا له. غايات الرئيس ترامب في الفترة الحالية تستوجب عدم التصعيد مع عدو قديم، وفي نفس الوقت العمل على تجديد القوتين الاقتصادية والعسكرية الأميركتين للحفاظ على منسوب القطبية الأميركية الاقوى في العالم.
مهادنة الرئيس ترامب للروس دفعت زعيم الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي إلى ان يصف ترامب بأنه «خطير وضعيف»، كما دفعت زعيم الجمهوريين إلى ان يذكر ترامب بأن روسيا ليست حليفة للولايات المتحدة.
العارفون بسجايا ترامب يستغربون كيف ان هذا الرجل يحتفظ بهدوئه رغم دس الروس أنفهم في الشأن الأميركي على هذا النحو الخطير، بل والخافي في الدور الروسي ربما اعظم مما تم الكشف عنه، وايضا ربما الخافي فيما يخطط له ترامب اعظم وأعظم، فلا يعرف أحد ما الذي يسعى اليه ترامب بعد تهشيم وتقويض مشروعات الرئيس الأميركي السابق أوباما في الشرقين الاقصى والاوسط، وما هي طبيعة الصفقات التي ابرمت في هلسنكي، فالعلاقات بين القطبين الاعظم في طور جديد وغير مسبوق، مما سيؤثر على قضايا وأزمات في منطقتنا والعالم.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
23/07/2018
1431