+ A
A -
- 1 -
كانوا يظنُّون بإمكانهم هزيمته عبر صناديق الاقتراع، بعد ما فشلوا في تحقيق ذلك عبر محاولة انقلابية، أرادت إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء إلى أزمنة الانقلابات القديمة.
- 2 -
رجب طيب أردوغان، ليس هو نجم الدين أربكان، أردوغان خَبِرَ أساليبهم وطرائقهم في التآمر والمكائد، فوضع للداء القديم الترياق الناجع.
الفوز الكاسح الذي حقَّقه حزب أردوغان في الانتخابات التركية الأخيرة، وضع حدَّاً لتطلعاتهم الماكرة ومساعيهم الخائبة.
وجود حزب العدالة على سُدَّة الحكم في تركيا، لم تفرضه قوة عسكرية غالبة في الجيش، ولا دعمٌ خارجيٌّ عابرٌ للحدود فرضته قناعات جماهيرية كاسحة رسَّختها إنجازات تُخبر عنها الأفعال لا الأقوال، وتُجليها الحقائق لا الأوهام.
- 3 -
كلمة السر في التجربة الأردوغانية، أن بالإمكان تحقيق تفوُّقٍ اقتصاديٍّ دون تقديم تنازلات عن القيم والمبادئ، مهما تزايدت الضغوط وتكاثر الأعداء.
بعض الدول في العالم العربي والإسلامي، تظنُّ أنها لا تستطيع أن تعبر جسور التقدُّم والازدهار، إلا بالتخفُّف من قيمها ومبادئها طمعاً في كسب رضا الدول الكبرى.
لو أن أردوغان تحت الضغط، خضع لشروط تلك الوصفة، لفَقَدَ جماهيريَّته وعجز عن إكمال مشوار الحكم مدعوماً بذلك التأييد الشعبي الكبير.
لن يستطيع حزبٌ أو زعيمٌ أن يضمن استمراراً في الحكم، إذا تراجعت أسهم الثقة في برامجه في بورصة الجماهير بتراجع مصداقيَّته.
- 4 -
نعم، هُناك فرقٌ كبيرٌ بين نجم الدين أربكان ورجب أردوغان، الأول كان قادراً على الوصول للبرلمان عبر صناديق الاقتراع وتشكيل الحكومة، ولم تكن جماهيره تُمثِّل عنصر إسناد وحماية له في ما بعد ذلك، لذا كان الانقلاب عليه يتمُّ بأيسر الطرق وأبسط الإجراءات، ودون أن تَصدر أصوات احتجاج دعكَ من حركة مقاومة تتسيَّد الشارع التركي وتمتلئ بها الميادين وتفترش الإسفلت لإعاقة حركة المُدرَّعات مثل ما حدث في ليلة الجمعة.
- 5 -
للديمقراطية أنيابٌ ومخالبُ تُستخدم عند الضرورة، في مواجهة المُغامرين والعابثين بقيمها.
والدَّرْسُ المُهمُّ في تلك التجربة الانقلابية أن الجماهير، ليس قوَّةً ميكانيكيةً تنتهي بانتهاء إلقاء الأصوات في صناديق الاقتراع والانصراف إلى المنازل ومقار العمل، بعد إعلان النتائج.. دور الجماهير يمتدُّ لحماية خياراتها السياسية واختياراتها الانتخابية.
- 6 -
الأرقام وحدها هي التي مكَّنت أردوغان من هزيمة الانقلابيِّين والانتصار على المُنافسين السياسيِّين.
الأرقام هي التي مكَّنت أردوغان من هزيمة الأحزاب القومية واليسارية، في كُلِّ الانتخابات.
الأرقام هي التي أفشلت الانقلاب العسكري..
الأرقام وحدها، هي التي كانت قادرةً على إنهاء احتجاجات ميدان تقسيم بسلام.
- 7 -
أردوغان قفز ببلاده من المركز الاقتصادي 111 إلى الـ16، بمُعدَّل عشر درجات سنوياً، مما يعني دخوله إلى نادي مجموعة العشرين الأقوياء في العالم.
أردوغان سدَّد عجز الميزانية البالغ 47 ملياراً، وكانت آخر دفعة للديون التركية 300 مليون دولار، تم تسديدها قبل سنوات للبنك الدولي.
تركيا كانت صادراتها قبل عشر سنوات 23 ملياراً، وأصبحت اليوم 153 ملياراً..
أردوغان في عشر سنوات، بنى 125 جامعة جديدة، و189 مدرسة و510 مستشفيات.
-أخيراً -
سيظلُّ حزب العدالة في الحكم، طالما ظلَّ مُراهناً على تميُّزه الاقتصادي في تحقيق تطلُّعات الجماهير، ومُتمسِّكاً بمبادئه غير القابلة للمُساومة.
بقلم : ضياء الدين بلال
copy short url   نسخ
08/07/2018
1753