+ A
A -
لن نتكلم في الكثير من حاجة الشباب اليوم للنوادي الصيفية والأنشطة الترفيهية،التعليمية التي باتت أكثر إلحاحا من ذي قبل لجيل الأنترنت المتخم بالتكنولوجيا، والوجبات السريعة، والحركة القليلة، والأجسام المترهلة، والعقول الفارغة.
لن نقول أنها علاج طبعاً لكنها مؤثرة جداً في نكش جوانب من شخصية هذا الجيل بكل مراحله العمرية، وإعادة تعرفيه عليها،كالقدرات الجسدية، والفكرية...المواهب الفنية، التذوق الحسي،والفني مع القدرة على الإنجاز بعيداً عن إنسان الآله الذي بدأ يتشكل في دواخلهم، الأمر الذي يساهم فيما بعد في تقويم ما يمكن تقويمه من شخصية هذا الطالب، وهذا الإنسان حتى يتمثل في المؤسسات العلمية، والمجتمع كعنصر صالح، فعال استطاع أن يكتشف مواهبه، وقدراته لدرجة أكثر انطلاقاً، وقوة مما يحدث في مؤسسات التعليم لدينا...الانطلاق المدعم بحلاوة الإنجاز التي تزيد من ثقته بنفسه، وتجعله متطلعاً لأن يكون الأفضل.
مثال من خلال تواجدي في احدى الورش الصيفية مع مجموعة فتيات بعنوان تزيين الشموع.... لاحظت أن الأمر في البداية كان يبدو بسيطاً، وقديماً كفكرة. لكن اجتماع الحس الفني مع الرغبة في الإنجاز،وصنع أشياء جمالية جعل منه شيئاً معقداً، وكأنه اكتشافٌ حديث بالنسبة لهم خلق نوعا من الشغف عند أغلب الفتيات لإنجاز العمل بشكل متميز ظهرت فيه تفاصيل صغيرة لشخصية كل فتاة على حدة، حتى طريقة التفاعل مع الشرح، والعمل كان مختلفاً...يظهر نقاط القوة، والضعف في جهة التواصل الاجتماعي عند كل فتاة، ما يدلل على أن هذه الأنشطة ليست لمجرد سد الفراغ فقط، بل إنها تحرك، وتضيف لشخصياتهم ما يمنح الفرصة لتقييم، وللتقويم في آن واحد.
وتبقى محدودية الإمكانيات،و محدودية الوقت، والكفاءات وحتى المكان المناسب أحياناً عائقاً لتحقيق هذه الأهداف.... بمعنى استغلال النوادي، والأنشطة الصيفية بصورة أعمق لجذب هؤلاء الأبناء، وجمعهم خارج المؤسسات التعليمية للتواصل معنا كجيل سابق تقع على عاتقه مهمة تشييد الأجيال القادمة، كي نجذبها بعيداً عن ما بات يخلق بيننا، وبينهم هذه الهوةً الواسعة التي جعلت من الصعب علينا أن نورثهم ثقافتنا،و هويتنا، خاصة أن العولمة أصبحت تنازعنا إياهم بمقدرة كبيرة، والعالم المفتوح غير المكرر يأخذ ابناءنا منا، ويجذبهم بعيداً عن انتماءاتهم الحقيقية، والقيم الصحيحة التي يجب أن ينشؤوا عليها.
لم يعد الأمر رفاهية، بل عملاً يستحق ضخ الكثير من الكفاءات، والأموال فيه مع التخطيط السليم، والتجديد في روح الأنشطة الصيفية.
وتبقى مشاركة المجتمع في هذه الأنشطة من خلال التطوع بالأفكار، والمجهود من الأمور الرائعة المهمة التي تثري هذه الأنشطة، وتجدد دماءها، كما تخفف من حدة الأنانية الفردية، المادية التي بدأت تنتشر في مجتمعاتنا.
نتمنى مزيدا من التطوير، والتقدم في هذا المجال، وصيفاً، مثمراً للجميع.

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
03/07/2018
1884