+ A
A -
هل هناك تصور واضح عند إدارة المرور لقضية منح تراخيص السياقة لكل من يطأ تراب دولة قطر؟
عدد السيارات المتزايد يوماً بعد آخر وبوتيرة متسارعة بشكل يهدد سلامة المرور، يجعلنا نتساءل عن جدوى وسائل المواصلات الأخرى، بل عن مسؤولية الشركات والمؤسسات تجاه عمالها وموظفيها؟ هل لاحظنا تصادم الثقافات من خلال تنوع جنسيات السائقين؟ هل لاحظنا توتر الهندي والآسيوي عند مشاهدته لرجل المرور؟ في حين استهتار الخليجي بأنظمة المرور. هل هناك خطة واضحة لكيفية معالجة الوضع؟ هل اقتناء السيارة حق لكل عامل بغض النظر عن إمكانياته وما قد يترتب على ذلك من تبعات مالية وجنائية ومادية في حالة ارتكابه لخطأ مروري قاتل؟ أنا لا أرى في طريقي يوميا سوى سيارات تعليم السياقة وبها العشرات من النساء والرجال، هل الخطة التنموية تتطلب أن يسوق الجميع؟، في أزقة الفرجان الضيقة تجد طابورا من السيارات ينتظرك؟ وانت تهرب من زحمة الشارع العام. يعاقب القطري على إغفال جزء بسيط كلمبة الإشارة مثلا في الفحص الفني ونرى سيارات مصابة بالباركنسون تجوب شوارع الدوحة بخيلاء. نظام المرور جزء من ثقافة المجتمع، بل هو الجزء الأبرز منها الذي يلاحظه القادم ويحكم على نظام وقانون وثقافة البلد. يجب على واضع نظام المرور أن يعي أنه يتعامل مع نظام ثقافي هام جدا كالنظام التعليمي والقضائي في البلد، قبل أن يطلب من المجتمع الالتزام به، ما أراه صراعا ثقافيا يمارس عن طريق السيارات أو المركبات المرورية، ثقافات متراكمة تتصارع لامتلاك الطريق بما تملكه من خصائص، فتجد التجاوز والتهور الخليجي إلى جانب البصق والارتباك «الآسيوي» إلى جانب الموسيقى العالية اللبنانية إلى جانب الزينة المبالغ فيها الباكستانية.
القضية تحتاج إلى تنظيم فعال، يقوم على بنية مرورية ذات كفاءة عالية. هذا الإنهاك الذي يعاني منه شرطي المرور لتجاوز عدد السيارات طاقة المجتمع بأكمله خطير، لا أتكلم عن الزحمة في حد ذاتها ولكنني أتكلم عن الزحمة كاستراتيجية متبعة، فكلما زادت الزحمة زاد عدد كاميرات ورادارات المراقبة، وزادت الزحمة، استخدمنا ملصقات المخالفات بحرية أكبر، كلما زادت الزحمة تحولت مهمة شرطي المرور من التنظيم إلى
المراقبة، ومن التسهيل إلى التسجيل، كلما زادت الزحمة تشكل مجتمع المراقبة بدل مجتمع التنظيم، كلما زادت الزحمة اختفى المجتمع في التفاصيل، استخدام الزحمة كاستراتيجية مخيفة على العكس تماما من التعامل معها كمظهر أو كتطور أخذ وقته لينضج ثقافيا قبل أي شيء آخر.
بقلم: عبد العزيز الخاطر
copy short url   نسخ
02/07/2018
2450