+ A
A -
الطائرات الورقية، على تواضع صناعتها، وحتى إمكانياتها، باتت مصدر قلق للاحتلال ولجيش الاحتلال «الإسرائيلي»، فوزير الأمن «الإسرائيلي» أفغيدور ليبرمان عرض معطيات جاء فيها أنه ومنذ انطلاقة مسيرات العودة في مارس 2018 الماضي، تم إطلاق نحو 600 طائرة ورقية حارقة من قطاع غزة، تم اعتراض 400 منها، وتسببت الباقية بإشعال 198 حريقا أتت على تسعة آلاف دونم، حيث انتشرت الحرائق في حقول مستعمرات: «كيسوفيم و«عين هشلوشا» والمجلس الإقليمي «أشكول»، إلى «معفس» و«نير شاعر» و«شاعر هانيغف»، وكيبوتس «نيرعوز» و«عين هشلوشة».
وأفاد موقع «واللا» العبري أن إجمالي مساحات الأحراش الطبيعية والدونمات الزراعية، التي أتت عليها النيران بفعل الطائرات الورقية الحارقة، في المستعمرات الواقعة بـ«غلاف غزة»، بلغ 28 ألف دونم، فيما زعم أن الخسائر المالية تقدر بعشرات ملايين الشواقل. ونقل الموقع عن بعض المزارعين في الكيبوتسات قولهم، إنه «طوال أسابيع، كانت الحرائق مشتعلة في الحقول المحيطة بقطاع غزة، إذ أتت ألسنة النيران على مساحات من الغابات والمحميات الطبيعية ومناطق الرعي، وكذلك حقول القمح والمحاصيل الزراعية».
التهويل من الطائرات الورقية والحرائق التي تتسبب بها وما ينجم عن خسائر أتى بعد أن أصدر رئيس «الحكومة الإسرائيلية»، بنيامين نتانياهو، تعليماته لرئيس مجلس الأمن القومي (مئير بن شبات) للبدء بوضع إجراءات من شأنها أن تتيح خصم مبالغ التعويضات التي تقدمها الحكومة لمالكي الحقول الزراعية المتضررة من عائدات الضرائب التي تجبيها دولة الاحتلال من أموال المقاصصة الفلسطينية، وهي أموال الضرائب المجباة لقاء البضائع المتدفقة نحو الأراضي المحتلة عام 1967، والمفترض تحويلها لوزارة المالية في السلطة الفلسطينية.
المفارقة التي قد تكون مُضحكة، أنه انعقد في «إسرائيل» قبل أيامٍ قليلة، وتحديداً يوم 22 يونيو 2018 مؤتمر تكنولوجي علمائي ضخم، تحت عنوان «250 من العلماء والمخترعين والتكنولوجيين ضد الطائرات الورقية المُشتعلة من غزة»، وذلك لوضع حلول لمشكلة «الطائرات الورقية»، وإيجاد حل تكنولوجي لها، ومن بين الأفكار التي يتوقع أن تعمل عليها الفرق، استخدام الليزر والطاقة الضوئية التي يمكنها حرق الطائرات الورقية عن بعد أو التعرف عليها قبل الهبوط.
المهم في الأمر، أنَّ الشعب الفلسطيني، استطاع مرة جديدة أن يشتق أساليب وأنماطا جديدة في مقاومة الاحتلال، من حرق الإطارات إلى الطائرات الورقية، وهو ما يُدلل على ديمومة الإرادة الوطنية في الوعي الوطني الجمعي، بالرغم من التكاليف الباهظة التي يدفعها كل يوم في مواجهة أعتى سلطة وجيش غاشم في المنطقة.
فــ «صفقة القرن» لن تَمُر ما دامت تلك الإرادة موجودة، وما دامت روح المقاومة منغرسة في صفوف الناس، حتى من خلال استخدام وسائل المقاومة السلمية المتوفرة وعلى بساطتها، وهي الرد على جولة المبعوثين الأميركيين لاجارد كوشنير وجيبسون غرينبلات، اللذين بدآ بالتبشير بتلك الخطة الأميركية قبل أيامٍ خلت.
بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
26/06/2018
5009