+ A
A -
لا شك ان القمة التي عقدت بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ اون، في الثاني عشر من الشهر الجاري، في سنغافورة، حدث تاريخي، قد تترتب على نتائجه، ترتيبات تنقل العالم إلى مرحلة جديدة، لا تقل عن تلك النقلة التي احدثها سقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفياتي السابق.
بالطبع من السابق لأوانه جدا، الحديث عن ما ستسفر عنه تلك القمة التي استضافتها سنغافورة، خصوصا وان بيونغ يانغ، ليست طليقة اليد، في اتخاذ قرار مفصلي بتفكيك ترسانتها النووية، فهناك الصين التي تعد كوريا الشمالية، احدى اورقها المهمة للضغط على واشنطن
في عدد من الملفات، لعل ابرزها الملف الاقتصادي، الذي يزداد اشتعالا بتبادل كل من واشنطن وبكين، في ما تبقى روسيا ايضا على مقربة من الأحداث، وذات تأثير، وان كان بدرجــة اقــل من التأثيــر الصيني.
وبعيدا عن لغة جسد الزعيمين خلال اللقاء، فثمة ما أكدته تلك القمة بالنسبة لمعتقدات وافكار الرئيس الذي يتبوأ سدة الحكم في البلد الاقوى في العالم، وصاحب التاريخ – اقصد البلد – العتيد في الدفاع عن حقوق الانسان ليس داخل حدوده فقط، وانما في العالم.
فنحن أمام قيادة أميركية، لا تكترث بذلك الإرث الانساني لبلادها، ولا تقيم وزنا للحقوق والحريات، ولا يعنيها اذا ما كان هذا الزعيم أو ذاك، مستبدا ينتهك حقوق البشر في بلاده، أو حتى يسحقهم سحقا، المهم ان تتحقق المصلحة الأميركية، اقتصادية كانت – وهو الهدف الأول للبيت الابيض حاليا – أو سياسيا.
فعندما سألت صحفية الرئيس الأميركي في لقاء اول أمس بحديقة البيت الابيض، حول انتهاكات حقوق الانسان في كوريا الشمالية. ردا عليها الرئيس قائلا: «لا أود ان ارى سلاحا نوويا يقضي عليك أو على عائلتك».
وفي تقديري، ان هذه الاجابة على سؤال الصحفية عن انتهاك حقوق الانسان، ليست من قبيل التهرب أو الالتفاف، وانما هي من باب تباين الاهتمامات والاولويات، فاذا كانت الصحفية وكثير غيرها مهتمين بالبشر وحقوقهم، فان الرئيس همه الأول وربما الاخير، هو توفير الوظائف للاميركيين، وتقليم اظافر من يعتقد انهم يمثلون تهديدا لاميركا – وإسرائيل ايضا -.
هل نحن أمام حقبة جديدة اصبحت فيها الحقوق والحريات بلا نصير أو ظهير؟ ربما تكون الاجابة نعم!
بقلم : محمود عيسى
copy short url   نسخ
17/06/2018
1850