+ A
A -
الإنسان منذ بدء الخلق ظل باحثاً عن دين ومعتقد وعبادات يؤديها لتهدأ نفسه، وكانت الديانات لتختم بها الإسلام، وكمسلمين ميزنا الخالق بعبادات وشعائر ومواسم للطاعات ومنها هذا الشهر الفضيل وضيافته، فشهر رمضان شهر الخير والبركة والأجر المضاعف، والصوم الذي به تعتاد النفس على الجهاد والصبر والتدريب على الطاعات والابتعاد عن المعاصي والآثام. فهو شهر القرآن وتدبر معانيه والابتعاد عن كل ما يشغل الصوم والعبادة من لهوٍ وآثام.
من الأشخاص من كانوا طوال السنة وسنوات من أعمارهم في ضياع وغفلة بقيادة شياطين الإنس والجن يحركونهم كيفما أرادوا وشاءوا للهو وارتكاب المعاصي وحصد الآثام. الشياطين من الجن في هذا الشهر تصفد وشياطين الأنس تتربص وتحدق ببني آدم فمتى وجدت ثغرة تسللت إليه من طرق وأساليب شتى لتلهيه وتشغله عن الطاعات والعبادات ليكون موغل في اللهو والحرام والآثام لتقوده  لارتكاب المعاصي والكبائر!ويبقى  وجود الإيمان بالنفس وتقوى الله القوة الصادة والدافعة في النفس الإنسانية السوية في أن تبتعد عن كل ما يغضب الله عز وجل.
إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.. متى صدقت نية العبد وعقد الصلح مع الله في أن يتوب توبة نصوحة صادقة ويعود إليه باكيا نادما عازما النية في ترك المعاصي، والتوبة لله والاستغفار، فالتوبة مفتوح بابها إلى أن تقوم الساعة ولكن من الناس من يؤجل ويسوِّف ويؤخر.. فهل يضمن الإنسان عمره ويومه؟!.فالإنسان منا مطالبٌ بالعجلة في فعل الخيرات كافة وترك المنكرات ومطالبين بالبعد عن التكبر والغرور، واحتقار المعاصي والآثام ورفض وصد وكره من يدعو إليه.
فمن مظاهر حب الله للعبد أنه يبعده عن المعاصي أو يبعد المعاصي عنه.. فلنحرص على أن نتقرب إلى كسب ونيل حب ورضا الله بحسن العبادة والتقرب إليه ومعرفة طريق الحق والخير والحرص على اتباعه ومعرفة طريق الباطل والشر والمعاصي والإيمان القوي وتقوى الله على اجتنابه.
الإنسان تتربص به شياطين الإنس والجن ووسوستهم من كل جانب ومن كل مكان ويأتون للعبد بأشكال وصنوف شتى فمتى وجدوا لهم سبيل في نفس إنسان قادوه ولعبوا به كيفما شاءوا إلى أن يعتاد الحرام والمعاصي بعدها يتركوه بحثاً عن غيره لجره إلى طريق الحرام والخطأ.. قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «إنَّ الذنوب إذا تتابعت على القلوب أغلقتها، وإذا أغلقتها أتاها حينئذٍ  الختم من قبل الله تعالى والطبع، فلا يكون للإيمان إليها مسلك، ولا للكفر عنها مخلص».
ليحرص الإنسان على مصاحبة الأخيار ومن يذكره بالله والخير  وليدحر ويهزم شياطين الإنس والجن هؤلاء الصنف المتحرك والموجود والمتصل والمتربص بالإنسان من كل مكان.. قد يلتقيه عملاً وطريقا ووسوسة ولهوا ويزين له كل ذلك  بعقد العزيمة الصادقة والنية الصادقة مع الله لتركهم ومحاربتهم وردهم بالتزود من وقود الإيمان الأكبر ولندرب أنفسنا على جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشياطين.
آخر جـرة قلم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: «يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على كل ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لآتينك بقرابها مغفرة».. الله الهادي.. والله رحيم كريم بعباده.
 وجعلكم الله ممن يحفظهم وتحفكم ملائكته أينما كُنتُم.

بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
31/05/2018
2414