+ A
A -
في اعتقادي أن أخطر ما تعرضت له العلاقات الاجتماعية في مجتمعنا القطري المتحاب والمترابط، هو دخول المتنفذين في مجال «الأعمال البزنس» وليس بعقلية التاجر الذي تدرج في بناء أعماله وعلاقاته، وإنما بعقلية «المكانة الاجتماعية المتوارثة، أثر ذلك كثيراً في نمط العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع بعضهم البعض، فاتجهت العلاقات بين المواطنين بعضهم البعض إلى الذبول أفقياً، وبينهم وبين ذوي المكانة الاجتماعية إلى الاتجاه رأسياً من أسفل إلى أعلى، بما أوجد بشكل واضح علاقة «زبائنية»، زادها تقلد المنصب الحكومي لأولئك اتجاهاً رأسياً على حساب العلاقة الأفقية بين أفراد المجتمع، فخلت المجالس إلا من صاحب مصلحة، وتكدس الزوار في مجلس صاحب المنصب حتى يقال أو يستبدل، وزادت الشللية الاجتماعية والتجارية داخل المجتمع وأخذت العلاقات تتشكل على أساس معايير اخرى أقل إنسانية، ونظراً لطبيعة «البزنس» السرية، تطلب الوضع والعلاقات نموذجاً آخر لم توفره ثقافة المجلس الشائعة سابقاً، فاكتظت مجالس أصحاب المناصب بأشكال انتهازية على استعداد لتقديم وتسهيل الأمور بعيداً عن ثقافة المجتمع إذا استلزم الأمر، إلا أنه لا تزال هناك بقية باقية محافظة على العلاقة الاجتماعية الإنسانية الخالية من كل مصلحة، لكنها مع ذلك تتعرض لضغط شديد، نظراً لاشتعال حمى المادة، على حساب السرعة الطبيعية التي كان المجتمع يسير بها قبل عقود، والتي أوجدت هماً أراه يتلاشى اليوم.

بقلم : عبدالعزيز محمد الخاطر
copy short url   نسخ
01/06/2016
1372