+ A
A -
فلسطين - الوطن - أمين بركة
مازالت الأدوار المشبوهة التي تمارسها دولة الإمارات في المنطقة العربية تتكشف تباعا، فبعد الفضائح التي لاحقت إمارة السوء من خلال اختراق بريد سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة، تطفو اليوم على السطح اتهامات جديدة لها بالمشاركة في تهويد المدينة المقدسة.
وكشف نائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل المحتل الشيخ كمال الخطيب أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت تضخ الأموال من أجل إضعاف صمود المقدسيين والتآمر عليهم لصالح المؤسسة الإسرائيلية.
وشدد الخطيب في تصريحات سابقة لـ الوطن على أن الدور الإماراتي بات واضحا أنه مغلاق للخير، ومفتاح لشرور كثيرة في المنطقة العربية، لافتا إلى أن للإمارات دورا مشبوها في تسهيل إجراءات وتمويل مشاريع سلب العقارات من المقدسيين لتقع في أيدي المستوطنين اليهود، وبالذات في المواقع الأكثر خطورة، والتي تمثل حزام وخاصرة المسجد الأقصى، في حي سلوان والبلدة القديمة.
وبين أنه في يوليو من عام 2014 وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة فإن لقاء جمع بين يهود أميركيين قدموا من الإمارات وبين مستوطنين، وبين سماسرة فلسطينيين، منبها إلى أن هذا اللقاء كان في أحد فنادق القدس الغربية وأن أموالا سُحبت من فرع البنك العربي في العيزرية (تابعة للسلطة الفلسطينية) وأن مصدر هذه الأموال من الإمارات واستخدمت لتمرير صفقات بيع عقارات في حي سلوان.
ولفت الخطيب إلى أن الشعب الفلسطيني عموما يعرف أبعاد الحصار الذي تفرضه الإمارات بمشاركة الرياض والمنامة والقاهرة على قطر، حيث إنه يهدف لكسر إرادة الشعوب، إضافة إلى التسليم التام بالمشاريع الخطيرة التي يراد تنفيذها في المنطقة العربية.
وتعليقا على ذلك، أكد المحلل السياسي مصطفى الصواف أن الدور المشبوه للإمارات في القدس ليس جديدا، حيث إن الإمارات تتآمر على كل ما هو إسلامي.
وأضاف الصواف «القدس التي تعتبر آية من كتاب الله وهي مقدس من مقدسات المسلمين تسعى الإمارات إلى شراء أراضي الفلسطينيين عبر بعض الجمعيات التي ترعاها وذلك لصالح اليهود للعمل على إحكام سيطرة الإسرائيليين على المدينة المقدسة تارة بالتهويد وأخرى بشراء أراضي الفلسطينيين عبر سماسرة يدعون أنهم عرب وإماراتيون لإقامة مشاريع استثمارية ثم تحول هذه الأراضي لصالح اليهود».
وتابع الصواف «سياسة الإمارات تجاه فلسطين والقدس تحديدا والهادفة إلى خدمة المحتلين اليهود مدانة ومستهجنة ومشبوهة، وتعطينا الحق في السؤال: هل هؤلاء بالفعل ينتمون لنا كعرب وكمسلمين؟، أم أنهم لا يمتون بصلة للعرب والمسلمين؟».
وشدد الصواف على أن من يتصرف بهذه الطريقة بحق القدس التي باركها الله ومن حولها وجعل منها معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء لا يمكن اعتبارهم مسلمين وإن حملوا في بطاقاتهم أن ديانتهم الإسلام.
وأكد الصواف على أن ما كشف مؤخرا عن دور الإمارات لم يقتصر على ما يجرى في القدس بل هناك أدوار مشبوهة قامت بها الامارات في العديد من المناطق العربية والإسلامية ومنها دعم حالة الانقلاب في تركيا، والتي أشارت مصادر عديدة لدى الحكومة التركية على ضلوع الإمارات ومشاركتها في دعم الانقلاب وتورط محمد دحلان.
وبين أيضا أن الإمارات متورطة في مالي الافريقية وتمويلها ضد الحركات الإسلامية الداعية لانفصال شمال مالي عن جنوبها والعمل على إراقة الدماء وقتل المسلمين في شمال مالي، ولا يخفى على الجميع الدور المشبوه للإمارات في ليبيا ومحاربتها لثورة الشعب الليبي ضد النظام السابق وإشعال حرب أهلية في ليبيا ودعم المنشق حفتر بالمال والسلاح، ومن قبل دعم أبناء القذافي وتزويدهم بالأسلحة عبر صفقات مشبوها نفذها مستشار بن زايد.
ولفت الصواف إلى أن اليمن لم تسلم من أدوار مشبوهة للإمارات في دعم المتمردين ودعم الحوثيين تارة والمخلوع صالح تارة أخرى حتى أنها دعمت من تعمل السعودية على محاربتهم بأشكال وطرق مختلفة.
وأشار الصواف إلى دور الامارات في مصر ومحاربتها لثورة يناير والشعب المصري ودعمها للانقلاب الذي قاده السيسي عبر الدعم المالي والدعم السياسي واللوجستي ودعمه لمحاربة الإخوان المسلمين بعد فوز الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي.
وشدد الصواف على أن سياسة الإمارات في المنطقة تقوم على محاربة الإسلام والمسلمين والعمل على إحداث فلتان أمني وإشعال حروب أهلية في بقاع متعددة من العالم العربي والإسلامي.
من ناحيته، شدد الناشط مصباح حمد على أن التقارير التي تكشفت مؤخرا حول دور الإمارات في دعم تهويد القدس تثبت الدور الخطير الذي تلعبه هذه الإمارة في المنطقة العربية.
وأكد حمد أن مشاركة الإمارات في تهويد القدس معروفة منذ زمن، حيث إن رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، الشيخ رائد صلاح، كشف قبل عامين صحة المعلومات التي ترددت عن تمويل الإمارات لعمليات الاحتلال التهويدية لمدينة القدس المحتلة.
ونبه إلى أن هناك وثائق عدة تثبت أن مبالغ مالية استخدمت في شراء 34 شقة ومنزلا في القدس المحتلة لصالح المستوطنين، قد وصلت إلى البنوك في إسرائيل من دولة الإمارات.
وأشار حمد إلى أن الجميع يعي الدور القذر الذي تمارسه الإمارات في المنطقة العربية من خلال تنفيذ بعض الأجندات المشبوهة ودعم بعض الجماعات المتطرفة، مؤكدا على ضرورة التصدي للدور الخطير الذي تمارسه الإمارات في المنطقة العربية.
copy short url   نسخ
19/09/2017
1571