+ A
A -

الدوحة /قنا/ اختتمت وزارة الصحة العامة اليوم فعاليات الاحتفال بالأسبوع القطري السادس لسلامة المرضى الذي نظمته على مدى أسبوع كامل تحت شعار "سلامة العاملين الصحيين: أولوية لسلامة المرضى".
وبالتزامن مع اليوم العالمي لسلامة المرضى الذي وافق الخميس الماضي نظمت وزارة الصحة مؤتمرا علميا من خلال تقنيات الاتصال عن بعد، بحضور سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة وبمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين في مجال سلامة المرضى وحوالي 5000 عامل صحي.
وأوضحت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري أن الاحتفال بالأسبوع القطري لسلامه المرضى للمرة السادسة يؤكد الالتزام بتوفير رعاية آمنة وعالية الجودة لجميع سكان دولة قطر.
وقالت سعادتها إنه في ظل جائحة (كوفيد-19)، يمثل هذا العام تحديا فريدا لكل نظم الرعاية الصحية في العالم ومثل اختبارا عمليا لمرونة وقدرة النظام الصحي في التعامل مع التحديات وبالتالي من المنطقي أن يكون شعار هذا العام للأسبوع القطري لسلامه المرضى ولليوم العالمي لسلامة المرضى هو التأكيد على سلامة العاملين في مجال الصحة كأولوية لسلامة المرضى.
وأكدت أن الاعتراف بأن سلامة العاملين الصحيين هي جوهر الاستجابة لجائحة (كوفيد-19)، يغير من كيفية النظر لسلامة العاملين الصحيين وكيف أنها متداخلة مع سلامة المرضى وسلامة نظام الرعاية الصحية ككل.
وأشادت سعادة وزيرة الصحة العامة بالجهود الكبيرة والالتزام الذي بذله كل عامل في مجال الرعاية الصحية بدوله قطر شارك في الاستجابة والتصدي لجائحة (كوفيد-19).
وأعربت عن امتنانها لجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم الذين كافحوا وبذلوا قصارى جهدهم للسيطرة على هذا الوباء، مشيرة إلى الذين فقدوا حياتهم وهم يكافحون هذا المرض محاولين حماية وعلاج الآخرين.
وأوضحت سعادتها أن القوى العاملة أثمن الأصول في أي نظام للرعاية الصحية، وبدونهم سلامة المرضى غير قابلة للتحقيق، مؤكدة على الاعتناء بسلامتهم وعافيتهم كل يوم لأنهم الركيزة الأهم لتحقيق نظام رعاية صحية آمن وعالي الجودة للجميع.
وهدف الأسبوع القطري السادس إلى تعزيز مفهوم سلامة المرضى على المستوى الوطني، وحث المجتمع على المشاركة لضمان سلامة الرعاية الصحية، ورفع مستوى الوعي حول أهمية سلامة العاملين في القطاع الصحي وسلامة بيئة العمل لضمان سلامة المرضى من خلال اتباع نهج أكثر شمولية.
وفي كلمتها ، خلال المؤتمر العلمي قالت السيدة هدى عامر الكثيري مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي والأداء في وزارة الصحة العامة إن جائحة (كوفيد-19) غيرت نمط الحياة بشكل كبير حيث أثرت على الطريقة التي نتواصل بها اجتماعيا.
وأضافت أنه مثلما تأثرت جميع جوانب الحياة، واجهت أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم تحديات كبيرة في ظل جائحة (كوفيد-19) وبالتالي تبنت منظمة الصحة العالمية موضوع "سلامة العاملين الصحيين: أولوية لسلامة المرضى" للاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى لهذا العام.
ولفتت الى أن اختيار هذا الموضوع كان بمثابة تذكير بأنه إذا لم يكن العاملون الصحيون أنفسهم آمنين في البيئة التي يعملون فيها، فلن يتمكنوا من توفير السلامة لمرضاهم، وإن صحة ورفاهية العاملين الصحيين لهما أهمية قصوى للحفاظ على نظام رعاية صحية آمن وفعال قادر على تقديم الرعاية الصحية الآمنة للمرضى.
وتضمنت الفعاليات والأنشطة التي نظمتها وزارة الصحة العامة محاضرات وحلقات نقاشية قدمها 24 متحدثا محليا ودوليا ومن ضمنها 4 حلقات نقاشية حول أهم المستجدات في ظل جائحة (كوفيد-19).
ناقشت الحلقة النقاشية الأولى تحول نظام الرعاية الصحية في قطر في سياق (كوفيد-19)، وأدارها الدكتور يوسف المسلماني، المدير الطبي لمستشفى حمد العام بمشاركة نخبة من المسؤولين في القطاع الصحي حيث استعرض المشاركون الآثار المترتبة على سلامة المرضى من وباء (كوفيد-19) والاستجابة له من قبل الإدارة العليا وصناع السياسات على المستوى الوطني والتنظيمي، إضافة إلى تلخيص الدروس المستفادة، والقيمة مقابل التكلفة، ودور مكافحة العدوى والوقاية منها، ومرونة النظام، والتكنولوجيا وكيف غيرت مستقبل الرعاية الصحية.
واستعرضت الحلقة النقاشية الثانية الوقاية من العدوى ومكافحتها، أدار الحلقة الدكتور ناصر الانصاري، رئيس لجنة الأبحاث والتثقيف في مستشفى الوكرة والمستشفى الكوبي ورئيس لجنة الوقاية من العدوى ومكافحتها التابعة للجنة النظام الصحي للتحكم حول (كوفيد-19).
وتناولت الحلقة وصف دور الوقاية من العدوى ومكافحتها في تحقيق نهج شامل لسلامة الرعاية الصحية من خلال حماية العاملين في الرعاية الصحية وسلامة المرضى، بالإضافة الى سلامة البيئة وعمليات تقديم الرعاية أثناء الاستجابة لجائحة (كوفيد-19)، ومناقشة دور مختلف القطاعات في الوقاية من وباء كورونا ومكافحته، وأمثلة على الابتكارات وقصص النجاح ومجالات التحسين.
فيما استعرضت الحلقة النقاشية الثالثة إدارة المخاطر وسلامة المرضى في الأزمات، وأدارها البروفيسور ألبرت واو، مدير مركز الخدمات الصحية ونتائج البحوث في جامعة جونز هوبكنز- كلية بلومبرغ للصحة العامة، حيث تم التركيز على دور إدارة المخاطر في تأهب النظام واستجابته أثناء إدارة الأزمات، مع أخذ جائحة كورونا كمثال الى جانب مناقشة دور إدارة المخاطر خلال استجابة نظام الرعاية الصحية في قطر للجائحة وتلخيص الدروس المستفادة وكيف يمكننا إعادة تشكيل المستقبل استنادا إلى تجربة (كوفيد-19).
واستعرضت الحلقة النقاشية الرابعة التكيف النفسي للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وأدارها السيد فرانك فيديريكو، نائب رئيس معهد تطوير الرعاية الصحية ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، وتم خلالها شرح العوامل التي تمثل ضغطا إضافيا على العاملين في مجال الرعاية الصحية خلال الأزمات، وتأثير هذا الضغط، مع أخذ (كوفيد-19) كمثال واستكشاف كيفية بناء القدرة على التكيف لدى الموظفين قبل الأزمة، وكيفية التعامل مع الضغوط أثناءها.
كما شاركت المؤسسات الصحية والأكاديمية المختلفة مثل مؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والهلال الأحمر القطري، وسدرة للطب، وجامعة قطر والمستشفيات الخاصة، في تنظيم أنشطة توعوية بالأسبوع القطري السادس لسلامة المرضى في مؤسساتهم.
كما تم إضاءة عدد من المباني باللون البرتقالي كبادرة رمزية اعترافا بجهود العاملين الصحيين المبذولة لتوفير خدمات الرعاية الصحية المأمونة للمرضى.
يذكر أن الأسبوع القطري لسلامة المرضى هو فعالية سنوية تنظمها وزارة الصحة العامة على المستوى الوطني كمبادرة وحملة تثقيفية وتوعوية تهدف إلى نشر مفهوم سلامة المرضى بين القوى العاملة في مؤسسات الرعاية الصحية ومستخدميها من فئات المجتمع، وإتاحة الفرص لتبادل الخبرات المحلية والدولية وخلق منصة لمشاركة الإنجازات وتعزيز الشراكات ومواكبة المستجدات فيما يختص بسلامة المرضى.
copy short url   نسخ
19/09/2020
5143