+ A
A -

الدوحة في 16 سبتمبر /قنا/ أبرمت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومتاحف قطر، ثلاث اتفاقيات مع مؤسسات أمريكية، للتعاون والشراكة في المجالات التعليمية، والبحوث ذات الصلة بالمياه والتغير المناخية والرياضة، والحفاظ على التراث.
وذكر بيان صادر عن مؤسسة قطر أن الشراكات الجديدة التي شملتها الاتفاقيات تضم كلا من مؤسسة قطر، متاحف قطر، ومعهد سميثسونيان (من أكبر المتاحف والمجامع البحثية في العالم)، وتضمنت الاتفاقيات الإعلان عن دراسة صياغة مشروع بحثي مشترك بين جامعة حمد بن خليفة عضو مؤسسة قطر ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" حول ارتفاع منسوب مياه البحر وتحليل التأثير الناجم عن ذلك على دولة قطر، بالإضافة إلى دراسة تأثير التغيّر المناخي على المناطق القاحلة في العالم، إضافة إلى قيام عضوين من برنامج فولبرايت للعلماء في الولايات المتحدة الأمريكية بقضاء فصل دراسي في دولة قطر بهدف إجراء البحوث في المعاهد البحثية التابعة لجامعة حمد بن خليفة.
ومن خلال الشراكة مع معهد سميثسونيان، ستعمل مؤسسة قطر والمعهد الأمريكي معًا لبناء مزيد من المعارف والمهارات وتبادل الخبرات في مجال الابتكار وتدريس مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المراحل التعليمية من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر، بالإضافة إلى تعزيز الروابط بين العلوم والرياضة من خلال تعزيز المشاركة المجتمعية في الأنشطة التي تسبق بطولة كأس العالم قطر 2022، إلى جانب العمل معًا للحفاظ على الوثائق التراثية واستكشاف فرص توفير التعليم الرقمي وتطويره، والنظر في تشكيل أطر التعاون البحثي المرتكزة على الاستدامة.
كذلك شهدت الاتفاقية التي وُقعت بين متاحف قطر ومعهد سميثسونيان تعاون الجانبين في الاحتفال بالعام الثقافي القطري الأمريكي عام 2021، وما يتخلله من تبادل للمعارف في مجالات تشمل الابتكار الثقافي، ومحو الأمية الرقمية، ورقمنة مجموعات المتاحف، والتعليم الالكتروني، وتنظيم المؤتمرات والبرامج التدريبية المشتركة، إضافة إلى تنظيم معرض الكنوز المنسوجة في معرض فرير وساكلر للفنون في العاصمة واشنطن عام 2021، والذي سيعرض منسوجات من مقتنيات متحف قطر للفنّ الإسلامي.
ومن خلال التعاون بين مؤسسة قطر و"ناسا"، من المقرر أن يعمل باحثون من برنامج علوم الأرض التابع لمختبر الدفع النفاث التابع لـ "ناسا"، ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة، على مشروع لتصميم مهمة بحثية من شأنها التحقق من مسبار أسفل الكثبان الرملية والصفائح الجليدية لبعض المناطق والأماكن الأكثر جفافًا في العالم.
ويعكس هذا المشروع البحثي الحاجة إلى تعميق الفهم في مجال طبقات المياه الجوفية بما يدعم الأهداف الوطنية لتحقيق الأمن المائي في دولة قطر، كما سيوفر هذا المشروع مصادر جديدة للمعرفة حول تأثير ارتفاع منسوب المياه نتيجة لذوبان القمم الجليدية القطبية، وهي مسألة مهمّة لدولة قطر خاصة وأن المناطق الحضرية فيها ترتفع عن مستوى سطح البحر مترًا واحدًا.
وخلال العام الدراسي 2021 في مؤسسة قطر، سيعمل باحثان من برنامج فولبرايت في مشاريع بحثية مشتركة، إضافة إلى التدريس في جامعة حمد بن خليفة، حيث تشمل خبراتهما طرق علاج مرض الزهايمر، وعلم المياه الجوفية، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في الهندسة المدنية والبيئية.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور أحمد حسنه، رئيس جامعة حمد بن خليفة، الذي وقّع الاتفاقية مع معهد سميثسونيان، ممثلًا لمؤسسة قطر أن شراكة مؤسسة قطر وعلاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية طويلة الأمد وذات قيمة لا متناهية، بدءًا من الجامعات الأمريكية الرائدة الشريكة لمؤسسة قطر الذي أسست فروعًا لها في المدينة التعليمية بما ساهم في تطويرها، مرورًا بالتعاون البحثي الذي لا يُحصى بين علمائنا ونظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية، وصولًا إلى غيرها من الشراكات التي توضح حقّا قدرة المعرفة على تجاوز الحدود.
وأضاف الدكتور حسنه "إننا نعتقد في مؤسسة قطر وجامعة حمد بن خليفة، أنه من المهمّ بناء جسور التعاون والشراكة وتبادل المعرفة، وذلك من أجل التطوير المستمر للتعليم الذي نوفره، وتعزيز التأثير الإيجابي للبحوث والابتكار الذي نعمل على إحداثه، وتوطيد التفاهم بين الثقافات، وهذا ما ينعكس بالفائدة على كل الأطراف. وتتجسّد نظرتنا هذه في تعاوننا مع شركائنا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك في مجالات التعاون الأخرى التي أعلنّا عنها خلال الحوار الاستراتيجي بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية".
وعن التعاون بين جامعة حمد بن خليفة ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قال الدكتور أحمد حسنه:" تتزامن هذه الاتفاقية مع التزامنا التام باستكشاف وإطلاق برامج أكاديمية جديدة ومشتركة مع المؤسسات الأمريكية، فضلاً عن تعزيز التبادل الطلابي. ونوّد استضافة المزيد من الطلاب الأمريكيين في مؤسسة قطر، وتمكين المزيد من الطلاب والباحثين القطريين في مؤسسة قطر من الدراسة في الولايات المتحدة الامريكية".
من جانبه، أوضح السيد أحمد موسى النملة، الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر أن شراكة متاحف قطر مع معهد سميثسونيان -المؤسسة الثقافية العالمية المرموقة- تمهد الطريق لكل من قطر والولايات المتحدة لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مجالات الفنون والثقافة. وسيوفر هذا التعاون فرصًا استثنائية لنقل المعرفة وتبادلها بين البلدين، حيث تعمل متاحف قطر على الترويج لتراث قطر الوطني في الخارج ورعاية مشهد ثقافي مزدهر يضم مجتمعًا متفاعلًا.
يذكر أن التوقيع على هذه الاتفاقيات تم خلال أحدث سلسلة من اجتماعات الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي السنوية المصممة لتعزيز العلاقات بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية، الذي عقد على مدى يومين في العاصمة واشنطن هذا الأسبوع، وارتكز على تعزيز العلاقات الثنائية الراسخة بين البلدين وفتح آفاق جديدة من فرص التعاون.
copy short url   نسخ
16/09/2020
4947