+ A
A -

مكسيكو, (أ ف ب) -يرتعد الصحافي المكسيكي خوليو سيزار زوبياغا حينما تسأله ابنته عن سبب خوفه على حياته... فهو تجرأ على رفع الصوت بعد مقتل زميل له وبدأ يتلمّس العواقب سريعا من خلال تهديدات بالقتل وهجوم مسلح على مطابع صحيفته.
تسلط تجربته الضوء على وضع جنوب المكسيك كإحدى أكثر المناطق خطورة في بلد يعد من أخطر مناطق العالم على الصحافيين.
وقد ساعد زوبياغا في تجهيز جثة بابلو موروغاريس، وهو صحافي يعمل بصحيفة "بي أم نوتيثياس" الرقمية، بعد أن قتله مسلحون هو والشرطي الذي كان يحرسه في مطعم في إيغوالا بولاية غيريرو جنوب البلاد.
ووجه زوبياغا محرر صحيفة "لا تارديه" في إيغوالا ، نداء عاما لطلب العدالة لزميله البالغ من العمر 48 عاما والذي نجا من هجوم في العام 2016.
وقال لوكالة فرانس برس "لقد كانت عملية اغتيال وحشية. رأيت كيف بدا بابلو. كان علي أن أستر الجثة ليراها من يريد المجيء لتوديعه، لكن أقل من أربعة من زملائه جاؤوا. الجميع خائفون. نعيش في جو من الرعب".
في اليوم التالي تلقى زوبياغا تهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي. وقبل أسبوع، فتح مسلحون النار على مكاتب "دياريو دي إيغوالا" حيث تُطبع جريدته.
وناشد زوبياغا حكومة أندريس مانويل لوبيز أوبرادور اليسارية توفير الحماية له.
وقال "تلقى ما لا يقل عن 10 صحافيين من إيغوالا تهديدات بالقتل" من الجماعات الإجرامية.
وقُتل ثلاثة صحافيين آخرين في المكسيك هذا العام، هم خورخي أرمينتا وفيكتور ألفاريز وماريا إيلينا فيرال.
ومنذ العام 2000، قُتل أكثر من 100 صحافي مكسيكي، من دون القبض على منفذي 92 في المئة من هذه الجرائم وفقًا لمجموعات صحافية.
- "قتلوا بسبب قيامهم بعملهم" -في وقت سابق هذا العام، انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تضمنت تهديدات من جماعات مسلحة لخصومها والكثير من الصحافيين.
وقال زوبياغا إن الترهيب ليس بالأمر الجديد بالنسبة للصحافيين المكسيكيين "لكننا نشهد الآن تنفيذ تلك التهديدات".
ولحماية نفسه، نادرا ما يبقى المحرر البالغ من العمر 51 عاما في العنوان نفسه، وهو يغير طريقه إلى العمل بانتظام. وقد توقف منذ فترة طويلة عن المشي مع أسرته.
ويوضح زوبياغا بصوت مخنوق خلال مقابلة عبر الهاتف "الجزء الأكثر إيلاما بالنسبة لي هو العودة إلى المنزل وجعل ابنتي الصغرى تسألني: يا أبي، لماذا يريدون قتلك؟ إلى متى ستعيش؟".
وبسبب سيل التهديدات، اختار معظم المراسلين في إيغوالا ممارسة رقابة ذاتية.
وقال صحافي آخر طلب عدم كشف اسمه بعد أن اضطر إلى مغادرة المدينة لأن حياته كانت في خطر "كثيرون لا يريدون التحدث، ناهيك عن النشر. نحن في مرمى النيران".
وأضاف "لديك حينا مجموعة تتوعدك من نشر هذه المعلومات أو تلك، فيما تهددك أخرى (مناوئة لها) في حال عدم نشرها".
وأفادت صحيفة "بروسيسو" الاستقصائية الأربعاء أن عصابة "لوس تلاكوس" الإجرامية هددت صحافيي إيغوالا بالقتل بعد اتهامهم بالانحياز إلى العصابة المنافسة "غيريروس أونيدوس".
ردا على ذلك، اختار مراسلو المدينة سياسة الرقابة الذاتية، بحسب "بروسيسو".
وقبل مقتله بوقت قصير، نشر بابلو موروغاريس تحقيقا عن جريمة في منطقة قال إنها كانت تحت سيطرة "لوس تلاكوس".
- إفلات من العقاب -منذ 2006، عندما أطلقت الحكومة حملة عسكرية ضد تجار المخدرات، شهدت المكسيك موجة متزايدة من العنف.
فقد قضى منذ انطلاق الحملة حتى اليوم 293 ألفا و336 شخصا، وفق بيانات رسمية لا تحدد عدد ضحايا جماعات الجريمة المنظمة.
وحمّلت السلطات المكسيكية عصابة "غيريروس أونيدوس" لتجار المخدرات المسؤولية عن فقدان 43 طالبا في أيلول/سبتمبر 2014 من كلية المعلمين في أيوتزينابا في ولاية غيريرو.
وتشير منظمة "مراسلون بلا حدود" غير الحكومية إلى أن الوضع في إيغوالا هو من الأخطر في المكسيك، وفق ممثلة المنظمة بالبينا فلوريس التي تلقت بدورها تهديدات.
وقالت "يبدو أن جرائم قتل الصحافيين تمرّ من دون عقاب، وهو ما يفسّر استمرارها".
copy short url   نسخ
11/08/2020
256