+ A
A -
الوطن - موسكو- الجزيرة نت-
اعتبرت الخارجية الروسية، الاثنين، أن تحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في اسطنبول مسجدا "شأن داخلي" لتركيا في تصريحات معتدلة بعد انتقادات الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فرشينين قوله "نعتبر أن الأمر يتعلق بشأن تركي داخلي وعلينا وعلى غيرنا عدم التدخل".

وتدارك "لكن لا يمكننا عدم لفت الانتباه لأهمية هذا المعلم لناحية ثقافة وحضارة العالم".

وتأتي التصريحات في وقت أعربت فيه الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، الجمعة الماضي، عن الأسف لعدم إصغاء تركيا لـ"قلق ملايين المسيحيين" بعد موافقة مجلس الدولة التركي على إبطال قرار حكومي يعود للعام 1934 ينص على جعل الموقع متحفا.

وبعد صدور القرار أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الكاتدرائية البيزنطية السابقة في القسطنطينية ستفتح أمام المسلمين للصلاة فيها في 24 من يوليو/تموز الجاري.

وأثار هذا القرار انتقادات دولية من واشنطن إلى باريس مرورا باليونسكو واليونان البلد الأرثوذكسي.

وأمس الأحد، أعرب بابا الفاتيكان فرانسيس عن حزنه جراء إعادة فتح مسجد "آيا صوفيا" بمدينة إسطنبول التركية، للعبادة.

وأضاف في خطاب ألقاه في ساحة "القديس بطرس" بالفاتيكان قائلا: "البحار تأخذني بأفكاري إلى أماكن بعيدة، أفكر في آيا صوفيا، إني حزين جدا".

ولم يعلق البابا في خطابه أكثر على قرار فتح الصرح المعماري والتاريخي للعبادة.
والجمعة الماضي، ألغت المحكمة الإدارية العليا التركية، قرار مجلس الوزراء الصادر في 24 من نوفمبر/تشرين الثاني 1934، القاضي بتحويل "آيا صوفيا" من مسجد إلى متحف.

وأكدت المحكمة الإدارية أنها درست القضية من حيث التشريعات ذات الصلة، وأحكام المحكمة الدستورية، والمحكمة الأوربية لحقوق الإنسان.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، إن قرار إعادة فتح مسجد "آيا صوفيا" بمدينة إسطنبول للعبادة هو شأن داخلي ويتعين على بقية الدول احترامه.

وأكّد أردوغان في حوار مع مجلة كريتر التركية، نُشر الأحد، أن "آيا صوفيا" هو المكان الذي أدى فيه السلطان محمد الفاتح أول صلاة جمعة عقب فتح إسطنبول.

وأشار الرئيس التركي إلى أن السلطان محمد الفاتح قام بتحويل هذا المكان إلى مسجد كرمز للفتح، ولهذا السبب "لا غنى عنه في ذاكرة مجتمعنا".

وقال أردوغان إن تحويل "آيا صوفيا" إلى متحف عام 1934 قرار أصاب الشعب التركي بألم، وكان يجب إعادة "آيا صوفيا" إلى هويته الأصلية.

وأشار إلى أن قرار المحكمة الإدارية العليا بهذا الشأن خطوة إيجابية، "ولا قيمة أبدًا للأصوات المتصدعة التي تصدر من الداخل والخارج بخصوص المسار القضائي".

وأضاف: "الأمة التركية هي صاحبة القرار بشأن وضع آيا صوفيا وليس الآخرون، فهذا شأننا الداخلي. وما يقع على عاتق الدول الأخرى هو احترام القرار المتخذ".

ويعد "آيا صوفيا" صرحا فنيا ومعماريا، ويقع في منطقة "السلطان أحمد" بإسطنبول، واستخدم لمدة 481 عاما مسجدا، وتم تحويله إلى متحف عام 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.

وآيا صوفيا تحفة معمارية شيدها البيزنطيون في القرن السادس وكانوا يتوّجون أباطرتهم فيها.

وقد أدرجت على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول. واستقبلت العام الماضي 3,8 مليون زائر.
copy short url   نسخ
13/07/2020
461