+ A
A -
الدوحة /قنا/ احتفل برنامج "لكل ربيع زهرة" بيوم البيئة العالمي، وذلك بإقامة ندوة إلكترونية تحت عنوان "الاحتفاء بالتنوع الحيوي"، بالتعاون مع الجمعية الكويتية لحماية البيئة، وبمشاركة عدد كبير من الخبراء والنشطاء والباحثين والأكاديميين من البلدين وعدد من الدول الشقيقة والصديقة.
وجاء الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للبيئة، الذي يوافق 5 يونيو كل عام، تحت شعار "التنوع البيولوجي".
وبهذه المناسبة، أكد الدكتور سيف بن علي الحجري رئيس برنامج "لكل ربيع زهرة" أن احتفال هذا العام يعكس اهتمام العالم بأنواع وأجناس الكائنات الحية الموجودة في البيئة والتي تشكل منظومة متكاملة ومتوازنة وآمنة.
ودعا الدكتور سيف الحجري جميع المسؤولين في العالم من الساسة والاقتصاديين وأصحاب القرار إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة للحفاظ على البيئة ومعالجة أزمات الطبيعة، كما حث الأفراد على التفكير في طرق مستدامة للتعايش وتغيير أنماط حياتهم إلى الأفضل، وحث الشركات على استخدام أساليب صديقة للبيئة، والحكومات على الحفاظ على الحياة البرية والفطرية، والمصانع على اتباع أساليب بيئية للتعامل مع المخلفات.. مبينا أن قضية البيئة قضية عالمية وشمولية التأثير، ويجب على الجميع أن يعي قيم التعامل مع الطبيعة ويواجهوا تحدياتها خاصة وأن قضاياها تحتاج إلى جهود كبيرة من جميع المختصين والساسة والاقتصاديين وحتى الأفراد.
من جانبها، أعربت الدكتورة وجدان العقاب رئيسة الجمعية الكويتية لحماية البيئة عن سعادتها بالاحتفال بيوم البيئة العالمي بالتعاون مع برنامج "لكل ربيع زهرة"، مشيرة إلى أن شعار "الاحتفاء بالتنوع الحيوي" يعكس اهتمام البلدين بمختلف الكائنات الحية التي تعيش على الكوكب.
وأضافت أن الكائنات البرية كانت أكبر مستفيد من جائحة كورونا "كوفيد - 19" حيث تم رصد الكائنات البرية في الأماكن الحضرية بعد الأسبوع الثالث من الجائحة نتيجة لغياب الإنسان والتزامه بالإجراءات الاحترازية والتواجد داخل المنزل.
وتحدثت الدكتورة وجدان عن دور الجمعية الكويتية لحماية البيئة في العمل على تحسين أداء المؤسسات العاملة في بلادها وتعاونها مع القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة في توثيق الحياة الفطرية والعناية بها في مختلف المناطق لاسيما الحدودية وأهمية هذا التعاون في الحفاظ على الحياة البرية.
كما تطرقت إلى دور الجمعية في توعية المجتمع بالتنوع البيولوجي في دولة الكويت والتعريف بالطيور المحلية والمهاجرة والنباتات والأسماك مع تسليط الضوء على جماليات البيئة والكائنات الحية بها، مشيرة إلى دور الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني في توصيل الرسائل البيئية لمختلف الفئات.
واستعرض المشاركون في الندوة عددا من المعاهدات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بتغير المناخ وحماية البيئة البرية والبحرية والتزام كل من قطر والكويت بها، وأكدوا أن رؤية قطر الوطنية 2030 اهتمت بكيفية إدارة البيئة وتطورها وحماية التنوع الحيوي واستدامته بما لا يتعارض مع النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.
وأشاروا إلى أن العلماء قدروا إنقاذ ما يقرب من 77 ألف حيوان مهدد بالانقراض خلال الشهرين الأولين من وباء كورونا (كوفيد - 19) وكذلك انخفاض نسبة التلوث وتحسن جودة الهواء بأكثر من 12 بالمئة نتيجة تقليل استخدام وسائل النقل المختلفة والحد من الانبعاثات الغازية الضارة.. مطالبين بالاستمرار في هذا المعدل من التحسن البيئي والعمل على إثراء التنوع النباتي والحيواني وتعزيز ثقافة الاستدامة، بدلا من ثقافة الاستهلاك واستنزاف الموارد الطبيعية بهدف التربح وزيادة النفوذ.
وتطرق عدد من المتحدثين في الندوة إلى الترابط البيئي ودور الطيور في المحافظة على توازن الطبيعة، وكمؤشر لقياس نسب التلوث في البيئات البرية والبحرية والفطرية، لافتين إلى دورها الكبير في حماية الإنسان من الحشرات والقوارض وغيرها من الكائنات التي تهدد موارده، والمخاطر التي تواجه الطيور المقيمة والمهاجرة ومنها التغير المناخي والتعرض للصعق الكهربائي والمخلفات البلاستيكية وغيرها من المؤثرات الضارة.
وأشاروا إلى أهمية الحفاظ على التربة وعوامل تخصيبها، وأن الزراعة المستدامة تتطلب الاهتمام بالكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا والطحالب والفطريات.. وغيرها) لما لها من أهمية في تحويل الطاقة الشمسية إلى مواد عضوية وتحليل هذه المواد إلى عناصر غذائية هامة لحياة النبات.
وطالب المشاركون في الندوة مراكز الأبحاث في العالم العربي بتكثيف جهودها في العلوم البيئية لإيجاد حلول علمية ناجعة للتحديات البيئية في المنطقة إضافة إلى تعزيز الثقافة البيئية لدى الجماهير ونقل الاهتمام بالبيئة إلى البيت وقاعات الدرس وأماكن العمل، كما طالبوا بإعادة النظر في الخطط الموضوعة للتلوث البيولوجي والأمن الغذائي وطرق التخلص من النفايات مع تطبيق أهداف التنمية المستدامة لارتباطها بالحياة الاجتماعية والنمو الاقتصادي بشكل وثيق.
copy short url   نسخ
06/06/2020
574