+ A
A -
الدوحة /قنا/ قال سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، إن قطر للبترول بصدد الشروع في تنفيذ برنامج كبير وطموح للتنقيب والاستكشاف الدولي.
وأضاف سعادته، في كلمة له خلال ندوة عبر الاتصال المرئي نظّمها مجلس الأعمال الأمريكي القطري، أن قطر للبترول تعمل على تعزيز تواجدها الدولي في مجال التنقيب والاستكشاف وأنها ستستمر في الاستحواذ على مناطق واعدة للتنقيب حول العالم بالشراكة مع كبريات الشركات العالمية.. مشيرا إلى أن التطورات العالمية الأخيرة جاءت في أعقاب العديد من التطورات الجيوسياسية العالمية بما في ذلك توترات إقليمية وتهديدات بحرب تجارية. وقال : "مع تأثر صناعتنا بالتراجع الاقتصادي العالمي، تلقت ضربة ثانية بسبب نزاع في غير وقته داخل أروقة /أوبك+/ أدى إلى انخفاض الأسعار بشكل كبير."
وأوضح سعادته أنه "بالإضافة إلى تراجع الطلب بسبب عمليات الإغلاق، شهدنا أسعاراً سلبية للنفط في أمريكا الشمالية، حيث تم الدفع للمشترين لتحميل النفط بسبب مخاوف من نفاد سعة التخزين لشهر مايو."
وأكد سعادته مرونة قطاع الطاقة قائلاً إنه سيحتاج الى ما بين عام وعامين للعودة إلى وضع قريب من الطبيعي، حيث يبقى الآن في حال غير واضحة المعالم بسبب الأثر الذي تركه وضع الاقتصاد العالمي في حالة ركود أو انكماش لأول مرة في التاريخ بسبب الإغلاق الاختياري للتعامل مع وباء كورونا( كوفيد-19) حول العالم.
كما تحدث سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة والعضو المندب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، عن جهود دولة قطر في خدمة سوق الطاقة وتلبية الطلب على مصدر فعّال يساهم في مواجهة التحديات البيئية العالمية وفي تلبية المتطلبات الاقتصادية القادمة. وقال سعادته: "نحن نمضي قدماً في جميع مشاريع توسعة حقل الشمال لرفع طاقة دولة قطر الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا في الوقت الحاضر إلى 110 ملايين طن سنوياً بحلول عام 2025 وإلى 126 مليون طن سنوياً بحلول العام 2027".
وأضاف سعادته أنه سيتم استلام عطاءات المشروع في شهر سبتمبر القادم وسيتم منح العقود بحلول نهاية العام الجاري.
كما أكد أن قطر للبترول تطور قدراتها وتعزز من حضورها الدولي بهدف أن تكون شركة طاقة دولية وليس مجرد شركة طاقة وطنية. وقال: "إنني فخور بزملائي في قطاع الطاقة في قطر، فلدينا الكثير من الكفاءات والقدرات الكبيرة في قيادات الطاقة والموظفين عموما، مواطنين ووافدين، ونحن نتحرك كفريق متكامل بثبات وبتصميم لتطوير القطاع. طموحنا أن نكون شركة طاقة عالمية بكل المقاييس".
وحول عضوية دولة قطر في منظمة /أوبك/، قال سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة: "لقد أعلنت قطر في حينه أنها منتج صغير لم يكن له دور يلعبه في قرارات المنظمة، وأننا كنا نرغب بتركيز جهودنا على تطوير صناعة الغاز".. وأضاف: "نحن سعداء بالخروج من عضوية أوبك."
كما سلط سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، الضوء على عدد من المعالم المهمة في مشاريع تطوير حقل الشمال، بما في ذلك بدء أعمال حفر 80 بئراً، وتركيب المنصات البحرية وحجز القدرة التصنيعية لبناء ناقلات للغاز الطبيعي المسال بما يضمن تلبية المتطلبات المستقبلية لأسطول قطر من ناقلات الغاز الطبيعي المسال.
وفي معرض إجابته على أسئلة المشاركين من أعضاء مجلس الأعمال الأمريكي القطري، أكد سعادة الوزير الكعبي أن التطورات الأخيرة لن تعيق دولة قطر، وأضاف: "نحن نعمل على المدى البعيد. نحن منتج الغاز صاحب كلفة الإنتاج الأقل ويمكننا تحمل صدمات السوق. نحن في وضع مالي جيد للغاية وما زلنا نبحث عن فرص استثمارية جيدة."
وردا على سؤال بشأن احتمالية اضطرار قطر لتخفيض الإنتاج بسب الأسعار المتدنية وزيادة العرض قال سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة "في مثل هذا السيناريو، كوننا منتجاً منخفض التكلفة، سيضطر كثير من المنتجين الأعلى تكلفة إلى تقليص إنتاجهم وليس نحن. ولا يمكن أن نضطر لخفض إنتاجنا لهذا السبب".. وأضاف: "في الواقع، نحن نعمل على التوسع وربما إنتاج أكثر من 126 مليون طن سنوياً."
كما أشاد سعادته بالعلاقات التاريخية والقوية بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في مجال الطاقة.
وتحدث سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة عن العلاقات القطرية الأمريكية مستشهداً بأبرز استثمارين رئيسيين لقطر للبترول، قائلاً إنه تم التوقيع العام الماضي في العاصمة واشنطن على عقود الاستثمار النهائي مع شركة إكسون موبيل في مشروع /غولدن باس/ لتصدير الغاز الطبيعي المسال في ولاية تكساس وهو في قيد التشييد الآن وسيبدأ الإنتاج في عام 2025، مؤكدا أن هذا الاستثمار، الذي تبلغ قيمته أكثر من 10 مليارات دولار، يعد أحد أكبر قرارات الاستثمار في تاريخ صناعة الغاز الطبيعي المسال الأمريكية.
وأضاف: "في يوليو من العام الماضي، استضاف فخامة رئيس الولايات المتحدة، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ،حفظه الله، في البيت الأبيض للتوقيع الرسمي على اتفاقية قطر للبترول وشركة شيفرون فيليبس للكيماويات لتطوير مشروع بتروكيماويات عالمي جديد بتكلفة تقدر بحوالي 8 مليارات دولار."
وفي جوابه على سؤال حول خطط تخفيض التكلفة في قطر للبترول، صرح سعادته بأن التخفيض سيكون حوالي 30% من التكاليف الرأسمالية والتشغيلية للتعامل مع وضع السوق وبدون التأثير على خطط التطوير المعلنة.
وحول الجهود البيئية المبذولة، أكد سعاته أن قطر للبترول تسير على الطريق لتحقيق أعلى المعايير في صناعة الغاز الطبيعي المسال للحد من الانبعاثات بشكل كبير من خلال اعتماد أفضل التقنيات والممارسات العالمية، قائلا أنها تستثمر تقنيات الحد من انبعاثات أكسيد النيتروجين وأكسيد الكبريت بحوالي 50، كما تقوم كذلك بضخ استثمارات كبيرة لالتقاط وإعادة حقن غاز ثاني أوكسيد الكربون المستخرج في منشآت الغاز الطبيعي، مما يؤدي إلى انخفاض بنسبة 25 في انبعاثات غازات الدفيئة.
وأشار إلى أنه من خلال هذه المشاريع الجديدة، ستتمكن صناعة الغاز الطبيعي المسال في دولة قطر من التقاط وإزاحة ما يصل إلى 7،5 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً مع اكتمال تطوير حقل الشمال.
وفي معرض حديثه عن دور المرأة في قطر للبترول، قال سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول إن المرأة القطرية طموحة وتسعى لأن تكون جزءاً من القوى العاملة الماهرة سواء في قطاع النفط والغاز أو مناحي الاقتصاد الأخرى. معربا عن فخره بالموظفات القطريات اللاتي يعملن في الإدارة، وكجيولوجيات، وكمهندسات، وفي مجالات المحاسبة والقانون وغيرها من الوظائف، واللاتي يساهمن بتطور قطر للبترول.
وفي نهاية الندوة عبر الاتصال المرئي، تقدم سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، بالشكر لشركاء وأعضاء مجلس الأعمال الأمريكي القطري على جهودهم في تعزيز الصداقة الخاصة والعلاقات القوية بين الولايات المتحدة ودولة قطر.
وقد عُقدت ندوة مجلس الأعمال الأمريكي القطري بمشاركة مسؤولين تنفيذيين رفيعي المستوى من قطاع النفط والغاز بالإضافة إلى قطاعات أخرى في الولايات المتحدة ودولة قطر.
ويعتبر مجلس الأعمال الأمريكي القطري منظمة تكرس جهودها لتعزيز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ودولة قطر حيث تأسس المجلس عام 1996، بهدف تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والتي نمت بشكل كبير منذ ذلك الحين.
وقد لعب المجلس دوراً هاماً في توسيع العلاقات الثنائية من خلال استضافة كبار المسؤولين التنفيذيين من كبيرات الشركات بالإضافة إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكبار المسؤولين الحكوميين لمناقشة التحديات والفرص في السوقين الأمريكي والقطري.
copy short url   نسخ
22/05/2020
633