+ A
A -
حوار- عادل النجار
تحديات كبيرة تنتظر أوزفالدو اوليفيرا، مدرب فريق العربي، الذي تولى المهمة في ظروف صعبة، فالمدرب البرازيلي الذي صنع تاريخه بين جدران النادي كلاعب لمدة 11 عاماً، يطمح لإعادة الأمجاد لقلعة الأحلام كمدرب، ولكن عليه مواجهة تحديات صعبة على مختلف المستويات، سواء داخل الملعب أو خارجه، فهناك الكثير من المعاناة على المستوى المالي في ما يتعلق بالمستحقات المتأخرة لدى اللاعبين وقد تؤثر على تركيزهم أو في ما يتعلق بالنتائج التي بدأت في التحسن تحت قيادته.
الوطن الرياضي أجرى حواراً خاصاً مع البرازيلي أوزفالدو صاحب التاريخ الحافل كمدرب حقق العديد من البطولات أبرزها الوقوف فوق منصة التتويج كبطل لكأس العالم للأندية عام 2000، فهل سينجح في إعادة العربي لمنصات التتويج التي غاب عنها لمدة 20 عاماً ويسعد الجماهير التي تحلم بعودة البطولات من جديد؟

بداية.. ما تقييمك لفريق العربي بعد الفترة التي توليت فيها مهمة تدريب الفريق؟
- هناك تطور على المستوى العام، وقد وجدت أن الفريق يعاني ضعفاً في الدفاع خاصة في الربع الأخير من عمر المباريات، ولذلك عملت على علاج تلك المشكلة الدفاعية عبر تعديل أسلوب اللعب من 4 مدافعين وأمامهم اثنان في الوسط وتحقيق المزيد من الكثافة الدفاعية، فنحن لدينا لاعبون جيدون، وهناك 4 مهاجمين على مستوى عالٍ ومن المهم للغاية أن يكون الجميع في حالة دفاع عند فقدان الكرة، لأن الدفاع الجيد يبدأ من الهجوم، ففي كرة القدم الحديثة إذا فقدت الكرة يجب أن يعود الفريق بأكمله للدفاع وليس فقط 6 لاعبين بل 11 لاعباً.
البعض يتحدث عن اعتمادك على الأسلوب القديم أو المدرسة القديمة في التدريب.. هل توافق على ذلك؟
- أسلوبي ودافعيتي في طرق اللعب تعتمد على الخبرات السابقة التي اكتسبتها من البطولات التي حققتها على مدار تاريخي في الملاعب ولكن الآن أعتمد على الكرة الحديثة في أرض الملعب.
هل تعتبر قبولك مهمة تدريب العربي في هذا التوقيت تحدياً بالنسبة لك؟
- قبول المهمة ليس تحدياً، لقد كنت مع العربي لمدة 11 عاماً، ثم انتقلت للتدريب وحققت كل شيء كمدرب، فقد حققت لقب الدوري في اليابان ثلاث مرات وكذلك أحرزت الدوري البرازيلي وكأس العالم للأندية وغيرها من البطولات الأخرى، وقد قبلت المهمة بدافع الحب والعاطفة، وأعتبر مهمتي مع الفريق رداً للدّين بعد مسيرتي مع العربي وأتمنى النجاح في مهمتي.
الجمهور العرباوي يحلم بعودة البطولات.. هل ترى أن الفريق الآن في حالة تمكنه من تحقيق بطولة؟
- أحاول أن أحقق مع العربي بطولة، وقد جئت من أجل ذلك، ونحتاج العمل بكل قوة من أجل تحقيق ذلك، فعندما كنت هناك كان العربي يحرز البطولات ولكن جئت الآن لأجد أن الفريق لمدة 20 عاماً لم يحرز الدوري أو الكأس ومن ثم فإن مهمتي هي زيادة الدافعية لدى اللاعبين لإحراز البطولات وزيادة تطلعاتهم نحو حصد بطولة.
لكن الفريق رغم المحاولات السابقة لم ينجح في إعادة الألقاب مجدداً؟
- يجب أن نحاول مجدداً من أجل تحقيق الألقاب، هناك فارق كبير بين العربي الآن والعربي القديم، فالعربي في الماضي كان مصنعاً لإخراج اللاعبين للدوري وللمنتخبات وكل عام يخرج نجوم جدد، ولكن الآن لم نعد نرى هذا، ومن ثم فإن الفريق أصبح ضعيفاً، وهذا يدفعنا للبحث عن إعادة القوة للنادي مجدداً عبر استراتيجية وتخطيط متكامل وإنشاء مدارس وأن نبحث عن اللاعبين في المدارس وفي الشوارع وفي كل مكان حتى يعود العربي لإخراج أجيال من اللاعبين المميزين.
تتحدث عن زراعة الطموح والدافعية لدى اللاعبين.. كيف ذلك؟
- دائماً أتحدث مع اللاعبين عن قيمتهم وأهميتهم وأقول لهم إنهم يعملون مثل الموظفين ويستمتعون كالرسامين، وأخبرهم أنهم ليسوا موظفين وليسوا رسامين، بل هم نجوم يظهرون عبر الشاشات يمتلكون حب الجماهير وعليهم أن يقدموا أفضل ما لديهم عبر مزج العمل بالاستمتاع حتى يقدموا للمشاهدين كرة قدم جميلة ويحققوا نتائج جيدة تجعلهم ناجحين، فهذا أمر في غاية الأهمية احرص دوماً على التشديد عليه مع اللاعبين للوصول لأهدافنا.
هل استجاب اللاعبون جميعاً لحديثك معهم؟
- ردة فعل اللاعبين تختلف لأنهم من أماكن ودول مختلفة لذا هناك من يتفهم ويتقبل بسرعة والآخر يحتاج المزيد من الوقت وأنا أعمل معهم بصورة مستمرة حتى تكون هناك استجابة من الجميع لأنه من الضروري والمهم جداً أن يقتنعوا بأن هذا هو طريق النجاح وعليهم أن يسلكوه.
لماذا أصبحت مهمة العربي في تحقيق البطولات أمراً صعباً للغاية؟
- حالياً يوجد العديد من الفرق أقوى من العربي، فلن تتحقق البطولات لمجرد أننا قررنا تحقيقها، بل يجب أن نكون في مستوى الفرق التي تنافسنا وأن نكون في نفس القوة التي يمتلكونها وهذا يتطلب عملاً عبر المنظومة ككل وليس فقط على مستوى المدرب واللاعبين، ويجب الاهتمام بالمنظومة ككل وإعادة بنائها على مستوى الفئات السنية سواء شباباً أو أملاً أو ناشئين وهذا أمر في غاية الأهمية، ويجب أن تكون هذه هو السياسة المتبعة داخل النادي، فمن الضروري أن تكون هناك قاعدة يتم الانطلاق من خلالها وليس فقط الاكتفاء بأن يكون الفريق الأول قوياً.
هل نجحت في حل المشاكل التي تفرض نفسها على الفريق واللاعبين في الوقت الحالي؟
- حتى الآن لايزال لدينا الكثير من المشاكل داخل النادي يجب أن نحلها، والكل يتكاتف من أجل حلها، سواء الإدارة أو الجهاز الفني أو اللاعبون بل الجميع.
ما تلك المشاكل هل يمكن تسليط الضوء عليها؟
- الكل يعلم تلك المشاكل ولا أريد الحديث عنها بل كل ما أرغب في قوله إننا يجب أن نعمل جميعاً معاً من أجل مواجهتها والتغلب عليها، وعلينا تجاوز تلك المشاكل أولاً قبل التفكير في الأمور الأخرى، فأنا كمدرب أبذل قصارى جهدي في الحدود المتاحة بالنسبة لي ولكن لا ارغب في الخوض في تلك المشاكل والأمور.
هل تعتقد أن العربي بعيد عن صراع الهبوط المشتعل في قاع الدوري؟
- الصراع في القاع مشتعل للغاية وسيكون في غاية الندية، فعلى سبيل المثال الوكرة صاحب المركز الأخير أشاهده يلعب بصورة جيدة للغاية وكذلك معيذر لعب بصورة مميزة أمامنا ومن ثم نحن أمام منافسة مشتعلة للغاية وقوية على الجميع.
ماذا عن القمة.. كيف تراها؟
- في القمة الأمور مختلفة للغاية؛ فهناك لخويا والسد والجيش والريان تتنافس في المراكز.
كيف ستتعامل مع المباريات المتبقية في عمر الدوري وما العدد الذي تستهدفه من النقاط في الفترة المقبلة؟
- يجب أن نلعب باقي المباريات كالنهائيات، فنحن لسنا في حاجة إلى عدد محدد من النقاط للوصول إلى الأمان، بل نحتاج الفوز في جميع المباريات التي نخوضها جميعاً.
جمهور العربي شعر بالقلق كثيراً على الفريق ولكن المباراة الماضية أظهر الفريق شخصية قوية وحقق انتصاراً مهماً.. هل تود إرسال رسالة اطمئنان للجمهور على الفريق وأنه سيبتعد عن صراع الهبوط؟
- لا، بل أقول لهم اقلقوا.. واشعروا بالخطر على فريقكم، فإذا لم تأتوا إلى المدرجات وتدعموا الفريق فلن يتغير شيء، الأمر يحتاج مساندتكم كما كان يحدث في الماضي عندما كان العربي يلتقي مع السد أو مع الريان أو مع الاتحاد الذي أصبح الغرافة في ما بعد وكانت المدرجات تمتلئ بحضورهم، ومن هنا أطالب الجمهور بالحضور والمساندة لأن الفريق يحتاج وقفتكم والمدرجات تحتاج ازدحامكم ومساندتكم من جديد في هذا التوقيت وهذه الظروف.
عندما اتصل بك صلاح الملا رئيس جهاز الكرة وطلب منك قيادة الفريق.. كيف استقبلت ذلك الخبر وهل حددت شروطاً للموافقة؟
- لقد كنت أتابع العربي من قبل، وأعتبر عودتي إلى العربي حلماً قديماً تحقق، لقد وافقت مباشرة دون أرى أي شيء عن الفريق وجئت مباشرة بدون أي شروط.
متى سيعود العربي لمنصات التتويج من جديد؟
- في الواقع ينتظرنا عمل كبير جداً، يجب أن نتطور على جميع المستويات داخل النادي وأن يكون هناك برنامج متكامل من اجل التطور.
هل تحدثت مع رئيس النادي عن تلك الاستراتيجية المتعلقة بالبناء الشامل للمنظومة ككل؟
- حتى الآن لم أتحدث مع رئيس النادي حول أهمية وضع استراتيجية شاملة لمستقبل النادي من اسفل القاعدة إلى أعلى، فالوقت الحالي لا يناسب الحديث عن المستقبل بل يجب تجاوز الوضع الحالي وما نواجه من صعوبات وبعدها سيكون الحديث عن المستقبل والتخطيط لما هو قادم، فهناك الكثير من الأفكار في رأسي سنعمل على تحويلها إلى حقائق على أرض الواقع وسأكتب تقريراً شاملاً عن تلك الاستراتيجية، ولكن ليس الآن وقت الكلام بل وقت العمل والاجتهاد وتحقيق النتائج الجيدة التي نتمناها.
هل تتمنى الاستمرار وتجديد عقدك الذي سينتهي نهاية هذا الموسم؟
- نعم، طموحي الاستمرار مع الفريق لفترة جديدة.
هل فتحت ملف التجديد مع الإدارة خلال الفترة الماضية؟
- أحياناً نتكلم عن الموسم المقبل وعن اللاعبين والاقتراحات حول المستقبل ولكن حتى الآن لم نقرر بعد بسبب الظروف التي نعيشها وعلينا تجاوزها أولاً.
كيف ترى مواجهتكم المقبلة أمام السد في ديربي الدوحة؟
- مواجهة السد ستكون صعبة للغاية، لأنه يمتلك قدرات مميزة في جميع الخطوط، ولديهم لاعب خرافي في وسط الملعب هو «تشافي» القادر على تغيير النتيجة في أي وقت، بالإضافة إلى باقي العناصر المحترفة وكذلك لاعبو المنتخب الوطني، ومن ثم المباراة ستكون صعبة للغاية.
العربي يعاني من أزمة غيابات كبيرة.. كيف ستتعامل معها؟
- غيابات العربي تشكل أزمة كبيرة بالنسبة لنا، حيث نفتقد العديد من اللاعبين خاصة في خط الدفاع وتحديداً في الجانب الأيسر، حيث رحل محمد جمعة وغادر الفريق واعتمدنا على يوسف رمضان وتلقى بطاقة حمراء ثم اعتمدنا على بركات وأيضاً سيغيب ومن ثم سنعتمد على البديل الرابع.
متى سيعود باولينهو للمشاركة.. لقد غاب لفترة طويلة في وقت يحتاجه الفريق بشكل كبير؟
- كل يوم أتحدث مع اللاعب والجهاز الطبي من اجل عودة باولينهو، فنحن نحتاجه بشدة ونحتاج إمكاناته وقدراته؛ فهو لاعب مهم للغاية.
لكن فترة ابتعاد باولينهو تجاوزت التوقعات؟
- العديد من اللاعبين يغيبون لفترات طويلة وهذا أمر يحدث أحياناً وعلينا انتظاره.
هل وجود يوسف احمد يعوض غياب باولينهو؟
- وجود لاعبين في خط الهجوم افضل من لاعب واحد.
مَنْ تتوقع أن يحصد لقب الدوري هذا الموسم؟
- التحدي على لقب الدوري قائم بين لخويا والسد، والريان أيضاً لديه حظوظ، على الرغم أن لخويا يمتلك الحظوظ الأكبر ولكن الريان ظهر بصورة مميزة وأنا أشعر بالسعادة عند مشاهدة الريان في الفترة الأخيرة.
من تتوقع سيهبط للدرجة الثانية؟
- من المستحيل توقع من يهبط الآن، ولكن هبوط 4 فرق أمر كبير يجعل المنافسة صعبة على الجميع وتتطلب قتالاً من كل الفرق.
الأرقام الإحصائية تشير إلى أن دفاع العربي هو الأضعف في الدوري.. كيف ستواجه ذلك؟
- الدفاع تطور، بدليل أننا استقبلنا هدفاً واحداً أمام لخويا صاحب أقوى هجوم رغم أننا لعبنا بعشرة لاعبين، وفي المباراة الماضية لم نستقبل أي أهداف ومن ثم خط الدفاع تطور.
في المباريات الأخيرة أصبحت الكروت الحمراء أزمة للعربي.. ما السبب من وجهة نظرك؟
- ليس العربي وحده من يحصل على بطاقات حمراء، فربما تكون المشكلة ليست في اللاعبين فقط، بل هناك أسباب أخرى يجب البحث عنها.
هل تشير إلى الحكام بأنهم السبب؟
- لا.. ليس الحكام، بل شكل المنافسة وقوتها والظروف التي تعيشها الفرق وكذلك الضغوط على اللاعبين في ظل الإثارة الحالية التي نشاهدها في الدوري.
لقد خرج بعض اللاعبين وأبرزهم طلال البلوشي لاعب خط الوسط ليؤكد أن العربي يطمح للمنافسة على لقب كأس سمو الأمير.. هل العربي بالفعل قادر على تحقيق ذلك هذا الموسم؟
- نعم هذا صحيح، فالمنافسة على لقب كأس سمو الأمير ضمن الأهداف التي نسعى إليها هذا الموسم ودائماً ما أتحدث مع اللاعبين عن أهمية التفكير في الوصول لإنجازات وأغرس لديهم الطموح وكل ما نأمله هو الوصول لنتائج مرضية تسعد الجماهير وتحقق الأهداف المنشودة.
صف لنا مشاعرك عند عودتك للعربي من جديد؟
- عندما دخلت النادي العربي من جديد تذكرت الكثير من الأشخاص والأماكن وحتى الجماهير تذكرت بعضها وهذا أمر رائع أشعرني بأشياء جميلة للغاية عشتها من قبل.
هل تحلم بإعادة أمجاد العربي من جديد؟
- حلمي إعادة أمجاد العربي من جديد، وهذا يتطلب تغيير أشياء كثيرة بالعربي، فليس سهلاً أن نقول إننا نريد عودة البطولات فتعود.
هل لمست التغيرات التي طرأت على الدوحة بعد رحيلك منها وعودتك عقب كل هذه السنوات؟
- في الحقيقة عندما وصلت إلى مطار حمد الدولي شعرت أنني جئت إلى طوكيو أو نيويورك بسبب التغير العظيم الذي حدث، فكل شيء تغير حتى المباني والشوارع واختفى كل شيء من الماضي وأصبحت أحاول التعرف على معالم قطر من جديد.
ما المكان المحبب إليك في الدوحة في الماضي والحاضر؟
- في الماضي كنت أعشق مسيعيد ولكن الآن اللؤلؤة رائعة، وأيضاً كتارا مميزة للغاية، فاليوم أصبحت الخيارات والمزارات السياحية وليست مثل الماضي.
التطور الذي تشهده الدوحة يقودنا إلى استضافة مونديال 2022 لأول مرة في الشرق الأوسط.. ما توقعاتك لاستضافة قطر للمونديال؟
- مما لا شك فيه أن كأس العالم 2022 ستكون مميزة للغاية ورائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فما نشاهده من عمل يؤكد أن البطولة ستكون رائعة على جميع المستويات وسيكون من الممتع أن نتابع البطولة ونشاهدها في الدوحة.
كيف تغير النادي الأهلي أيضاً الذي سبق ودربته عن الوقت الحالي؟
- لقد عشت مع الأهلي 8 مواسم وقد فزت معهم ببطولة أبوظبي الودية وفزنا على الجزيرة في النهائي بخمسة أهداف لهدف وقد خسرت نهائي كأس الشيخ جاسم مع الغرافة وأنهينا القسم الأول في المركز الثاني، ولكن الظروف الصحية أجبرتني على الخروج من الأهلي، وقد شعرت بالسعادة عندما شاهدت مشعل ويونس مازالا يلعبان.
copy short url   نسخ
14/02/2017
994