+ A
A -
في كل أحاديثهم عن سوريا، لم ينكر الرئيس أوباما وكبار مساعديه الربط الواضح والأساسي بين سياسة الأسد - القائمة على العقاب الجماعي والمجازر والتهجير والحصار والتجويع، وممارسات النازيين ودولة الإرهاب - وتمكين تنظيم الدولة الإسلامية من البقاء والازدهار طوال هذه الفترة. غير أن الفشل في مواجهة نظام الأسد وإجباره على وقف ممارساته الوحشية هذه، والتركيز على أهمية مقاربة الغزو والاحتلال كخيار وحيد لتوفير الحماية للمدنيين في سوريا، إنما يمنح النظام وداعميه الخارجيين الفرصة لمواصلة أسوأ الممارسات، ويخدم في النهاية التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش.
طبقاً لتقرير صادر حديثاً عن مركز رفيق الحريري - المجلس الأطلسي بعنوان «مواجهة القاعدة في سوريا: استراتيجية الإدارة الجديدة»، يضع معدو الدراسة النقاط على الحروف في هذا الشأن، بالقول «بالرغم من إدعاءات البعض من أن نظام الأسد من خلال روسيا، قد يكون شريكاً قوياً للولايات المتحدة في سوريا، فإن الأسد وشركاءه في موسكو وطهران،هم من لعبوا الدور الأهم في تعزيز حركة التشدد الديني في سوريا».
عندما سئل وزير الخارجية المعين الجديد، عن الوضع في سوريا، في لجنة استماع في الكونغرس لغرض تثبيت تعيينه في المنصب، قال ريكس تيلرسون ما يلي: هناك اولويتان متنافستان لإدارة ترمب في سوريا: وجوب رحيل الأسد وإلحاق الهزيمة بداعش. الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن من الصعب تماماً تحقيق الهدفين في نفس الوقت وذلك لتضاربهما في الكثير من الأوقات. ومن هنا فإن الأولوية الواضحة لنا تكمن في إلحاق الهزيمة بداعش لما سيكون له من تأثير في تحقيق بعض الاستقرار في سوريا على الاقل، مما يساعدنا لاحقاً على تحقيق الأولوية التالية، أي خروج الأسد من السلطة، ولكن ليس قبل معرفة ما سيحدث بعد هذا.
copy short url   نسخ
24/01/2017
760