+ A
A -
الاستعداد لتقبل رؤية الآخر، غير المشروطة، والتنبيه مرارا لأهمية الحوار الصادق دون تدليس أو افتراءات، بين قطر ودول الحصار، كان ديدننا، منذ اندلاع الأزمة المفتعلة.
قطر لم تمد يدها مطلقا لأي دولة، بسوء، بل معلوم بالضرورة للقاصي والداني أن الأيادي القطرية، دائما بيضاء، ناصعة، تبتغي مساعدة الضعيف، وغوث الملهوف، وإعانة المضطهد، وفق التوجيهات السامية للقيادة الحكيمة، لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وتماشيا مع الأعراف الإنسانية الحميدة، والمواثيق الدولية.
مرة أخرى تجدد قطر على لسان سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الاستعداد للمشاركة في قمة خليجية أميركية الربيع المقبل، شريطة أن يكون دافع دول الحصار للمشاركة هو الإرادة الحقيقية وليس بالإكراه.
الإرادة الحرة، صفة لم تبارح قطر منذ اندلاع الأزمة المفتعلة، غير أن هذه الصفة، مفقودة بشكل كبير لدى دول الحصار، التي لا تحسن سوى حبك المؤامرات «المفضوحة» ونشر الشرور في المنطقة، مثلما تفعل دولة الإمارات في الوقت الراهن في اليمن الشقيق، ومساعيها الحثيثة لضرب وحدته، عبر محاولة الانقلاب على الحكومة الشرعية.
ما نحمده كثيرا خلال الأزمة المفتعلة، أن قطر تصدت لكل المؤامرات بجسارة، وفضحتها نهارا جهارا، باتباع منهج توضيح الحقيقة، ولا شيء آخر غير الحقيقة، كما أن الأزمة المفتعلة أضافت قوة جديدة لقطر، في الجوانب السياسية والاقتصادية بتوسيع الخريطة التحالفية وتقوية الشراكة مع الحلفاء، بمثلما حدث في واشنطن من حوار استرتيجي قطري أميركي عزز العلاقات الثنائية وطور مواقف الدولتين بتوثيق الاتفاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية، وكما قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن قطر لا يمكن أن تعود إلى ما كان عليه الأمر قبل بدء الحصار، مؤكدا أن أي ضوء في نهاية النفق لحل الأزمة الخليجية يجب أن يستند إلى مبدأ المساواة بين الدول في الحقوق والواجبات واحترام سيادة كل دولة واستقلاليتها.
copy short url   نسخ
02/02/2018
0