+ A
A -
ما يحدث في إسطنبول، يُفرح القلب: أخيراً، يتداعى العالم، إلى قمة (إنسانية) في خضم ما يشهده هذه العالم، من كوارث إنسانية، تقطع نياط قلبه.
لئن يصحو الضمير الأممي- هكذا- أخيراً، خير من ألا يصحو، في زمن الفرار بالجملة من كوارث الطبيعة، والكوارث التي تتسبب فيها الحروب، وما أكثرها في هذا العالم الذي أخذت خريطته الكلية، شكل الدم.
في هذا العالم، دول ذات ضمير إنساني، لم تبخل بأيادي الخير والمروءة، إلى أي دولة تضربها كارثة، لكن كوارث هذا العالم، لا يمكن مجابهتها، بمروءة دول، وإن تجاوز عددها عدد أصابع اليدين، أو أزيد من ذلك.
لغة الأرقام تقول، إن في هذا العالم- الآن- 60 مليون نازح، وأكثر من من 125 مليونا في حاجة ملحة، إلى الطعام والمسكن والدواء وغير أولئك من المساعدات الحياتية الضرورية.
هذه الأرقام، التي تمثل في مجموعها حالات إنسانية موجعة، هي التي أيقظت الضمير العالمي، ومن ثم كانت قمة إسطنبول المعنية في الأساس بإصلاحات جذرية، في كيفية تعامل الأمم- معاً- لمجابهة الأزمات والكوارث الإنسانية، بضمير واحد، وقلب واحد سليم، وإرادة جماعية لا تعرف التقهقر، أو التفلت من التزام إنساني، أصبح مطلوباً بإلحاح.
بالطبع، المهلة ليست سهلة - كما قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون- وهي تتطلب بالضرورة طريقة تفكير جديدة، وإرادة جديدة، وفعل حقيقي في الأراضي التي تتغطى بالأنين والبكاء والصراخ والاستصراخ والإنهاك الكلي.
مما يؤسف، أن المستقبل القريب، سيشهد المزيد من الأزمات الإنسانية، في ظل هذا الحاضر الدموي المأزوم.. ومن هنا فـإنه يبقى من المهم، أن يضع العالم أنظمة جماعية لمجابهة الأزمات، تناسب ذلك المستقبل المأزوم، أيضاً.. أنظمة يتجسد فيها الفعل الإنساني، وليس مجرد الوعود الفارغة، التي لا تشبع جائعاً، ولا تقدم مأوى لنازح، ولا أنبولة دواء.. ولا كسوة رخيصة من طرف السوق!
copy short url   نسخ
24/05/2016
0