+ A
A -
يعيش العالم الإسلامي اليوم، فرحة عيد الفداء، مستعيدا مفاهيمه الخيرة للإنسان، ذلك الذي فدى الرب الرحيم حياته بكبش عظيم..
قصة الفداء- من هنا- ينبغي ان تكون تذكرة للمسلمين في كافة العصور، وينبغي ان يستلهموا منها معانيها النبيلة، يضبطوا بها سلوكهم، ويتعاملوا على هداها في كل معاملاتهم الحياتية، بينهم وبين أنفسهم، وبينهم وبين الآخرين.
ابلغ الدروس النبيلة، في عيد الفداء، هو درس الوقفة اللامّة للمسلمين من كل جنس ولون ولسان، في عرفات، وهي الوقفة التي تجسد مفهوم الرب الواحد، للأمة الواحدة. ما أعظمها- إذن- من وقفة مهيبة. وقفة تجسّد التلاحم البديع، والأخوة والمحبة، وتجسد مفهوم ان المسلمين، جميعا، كالبنيان المرصوص.
للأسف، هذه المعاني الخيرة، فوتتها عن قصد المملكة العربية السعودية- هذا العام- بربطها أداء شعيرة الحج للحجاج القطريين بأزمة القطيعة والحصار ضد قطر، وفي هذا الربط تسييس بيّن للحج.. وهو تسييس مرفوض، ذلك لأن السعودية لا تملك حق عرقلة الحج لأي دولة، أو منع حجاج تلك الدولة من أداء هذه الشعيرة، مهما تباينت المواقف السياسية، ومهما كانت القطيعة.
لو كانت السعودية، تدرك معنى وقفة عرفات المهيبة، لما كانت قد اخذتها العزة بإثم التآمر على قطر، وإلى الدرجة التي تمنع فيها ضيوفا للرحمن من أداء أحد اركان الإسلام الخمسة.. ولو كانت تدرك أن مهمتها الأساسية- باعتبار ان الاماكن المقدسة في اراضيها- هي فقط تنظيم الحج، ضمانا لراحة ضيوف الرحمن وسلامتهم وامنهم، لما كانت أصلا قد ارتكبت خطأ وخطيئة.. بل إثم التسييس.
ما انبل المعاني التي غيبتها السعودية- هذا العام- في خضم الأزمة المفتعلة بالأكاذيب والافتراءات.
copy short url   نسخ
01/09/2017
0