+ A
A -
الأسوأ من السقوط السياسي، هو السقوط الأخلاقي، فاذا ترافقا، وصار السقوط مزدوجا أخلاقيا وسياسيا، فتلك هي الطامة الكبرى، والنقيصة المخزية.. نعم.. ما كشفته الواشنطن بوست، أو بالأصح ما نقلته الصحيفة الأميركية، عن مسؤولين أميركيين، من وقوف الإمارات وراء جريمة اختراق، موقع وكالة الأنباء القطرية، من أجل نشر أقوال كاذبة، نسبت إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في أواخر شهر مايو الماضي، هو سقوط أخلاقي وسياسي معا.
الصحيفة نقلت عن المسؤولين الأميركيين علمهم أن مسؤولين كبارا في الحكومة الإماراتية ناقشوا خطة قرصنة وكالة الأنباء القطرية في 23 مايو الماضي.. بالطبع يجب أن نضع تحت عبارة «مسؤولين كبار في الحكومة الإماراتية»، مئات الخطوط، باللون الأسود، حدادا على أخلاقيات، كنا نظن أنها عصية على السقوط في منطقتنا، فإذا بها تهوي إلى الحضيض من قبل من يوصفون بأنهم كبار!
منذ اليوم الأول للاختراق، ومع الاستعداد المريب من قبل وسائل الإعلام الإماراتية، والتابعة لأبوظبي، فورا وبعد منتصف الليل، لمناقشة وتحليل ما دسوه وقرصنوه من تصريحات، كان الاحساس الشعبي، على قناعة تامة، بأن الأمر دبر بليل من قبل الإمارات، غير أن الأخلاق القطرية الراسخة، أبت أن توجه اتهاما بلا دليل.
الجريمة النكراء إرهاب الكتروني، وخرق للمعاهدات والمواثيق، ستتم مقاضاة مرتكبه.. بينما سيبقى عار القرصنة التي لا تختلف كثيرا عن «اللصوصية» يلاحقه.
copy short url   نسخ
18/07/2017
0