+ A
A -
إدارة الأزمات، فن.. والدول العظيمة هي تلك التي تحسن إدارة الأزمة- أي أزمة- متى ما جابهتها أزمة.. وقطر في الأزمة الحالية مع بعض أشقائها في المنظومة الخليجية، استطاعت أن تدير الأزمة بثبات وعقلانية، على كافة الأصعدة السياسية.. وفي الداخل، لتمضي الحياة، كما ينبغي.. وتمضي الخطط والبرامج وفق ما هو مخطط له، أصلا.
برغم المقاطعة والحصار، ظلت الحياة في الداخل، كما كانت: لا شح، ولا إفراط، ولا تفريط، ولا تزاحم، ولا أي من علامات الخوف أو الهلع، من نقص في الكماليات، والضرورات معا.
وبرغم المقاطعة والحصار، ظلت الخطط والبرامج، هي ذات الخطط والبرامج، وظلت دواليب التنمية المذهلة تدور، بذات الوتيرة المنضبطة والمتسارعة.. وبذات الهمة، والإخلاص.
الشواهد، في هذا الإطار كثيرة، ولكن أبرزها، ما أعلن عنه بالأمس، برغم أسابيع الأزمة، سعد الكعبي الرئيس التنفيذي لشركة «قطر للبترول» العامة الضخمة: قطر ستزيد إنتاجها من الغاز بنسبة 30 بالمائة بحلول العام 2024، ليقوي من مركزها الريادي في صناعة هذه الطاقة، وتصديرها، لوقت طويل جدا.
السيد الكعبي، بشر بهذا الإنجاز الكبير، في موتمر صحفي، أكد فيه أن مشروع زيادة الإنتاجية، سيتم بين قطر وشركاء دوليين، «لكن قطر ستنفذ المشروع بمفردها في حال مارست السعودية وحلفاؤها ضغوطا لمنع مثل هذه الشراكة».
هي هكذا الدول العظيمة، لا تهزها الرياح، ولا تفت من عزيمتها.. وقطر، التي أظهرت شجاعة نادرة، في الانحياز للحق، أمميا، ومجابهة كافة التحديات التي تواجه العالم، ها هي الآن، تظهر شجاعتها بمفردها في مجابهة كافة التحديات التي قد تواجه مشاريعها الطموحة، في زمن الأكاذيب والافتراءات، ومحاولات الضغط على شركائها في العالم.
قطر ستظل عصية على الانكسار، في كافة الجبهات، لأنها- باختصار- تستمد شجاعتها من قيادة شجاعة، وشعب شجاع، ومن امتلاكها كافة عناصر مجابهة التحديات، وأهمها على الإطلاق: الفهم والمعرفة ونظرية إيجاد الحلول.
copy short url   نسخ
05/07/2017
0