+ A
A -
سيظل «إغلاق قناة الجزيرة» أحد الشروط المضحكة والمتعسفة، من دول الأكاذيب والحصار، فضيحة مدوية، تكشف عن حق، عن معاداتها للحرية الإعلامية، وفي مثل هذه المعاداة معادة للحرية في كل مكان وزمان..
لقد كانت الجزيرة- منذ انطلاقتها المدوية- ثورة في الإعلام العربي إجمالا، ذلك الإعلام الذي كان يسبح بحمد الحاكمين ليلا ونهارا.. بل كان شريكا أساسيا في استمرار الطغيان والتسلط والقهر، وكبت الرأي الآخر، وتزوير الإرادة الحقيقية للشعوب.
لا يمكن فهم هذه المطالبة، إلا في إطار أن دول الحصار الظالم والافتراءات، تريد أن تظلم المسرح العربي والإسلامي، كليا.. وفي إظلام هذا المسرح، كانت كل الاعمال الشريرة، التي لا تستهدف حرية الإنسان فقط، وإنما تستهدف أشواقه إلى الكرامة.. بل أشواقه إلى الحياة في معناها الذي يليق بالإنسان: الحياة التي لا تؤوفها آفة القهر والكبت والإذلال، وارتخاص كل القيم الفاضلة والنبيلة.
كل منظمات الإعلام الحر، وكياناته، ومؤسساته الشريفة، أعلنت وقوفها الحاسم ضد هذا القرار المثير للسخرية والشبهة والفضيحة، معا، وفي مثل هذا الوقوف الحاسم، وقفة مع الحرية الإعلامية.. ومع النور والتنوير.. مع واحد من أهم حقوق الإنسان: حقه في امتلاك المعلومة، واكتساب المعرفة عما يدور في هذا العالم.
دول الحصار، كما كشفت بافتراءاتها وأكاذيبها المفضوحة، وما تبعها من إجراءات ظالمة مخالفة للقانون الدولي والإنساني، عن هدفها الأساسي: الاعتداء على سيادة قطر، وقرارها الوطني، وسياساتها الخارجية، ها هي الآن باشتراطها إغلاق قناة الجزيرة، قد كشفت عن خوفها ورعبها من الكلمة الشريفة، والصورة الفضاحة.
... ولكن، حتما سيفشل خفافيش الظلام.
copy short url   نسخ
27/06/2017
0