+ A
A -
مرة أخرى، الصومال لم يعد وحده، في مواجهة أزمته الطاحنة مع الحرب، والجفاف، والجوع والفقر. ها هو العالم يحتشد في لندن، في مؤتمر دولى، لإنقاذ هذا البلد، واستعادة أمنه- بكل مسمياته- وإعادته بالتالي إلى المجتمع الدولي، وطنا سليما.. ومعافى.
المؤتمر- وهو يشارك في فعالياته البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والجامعة العربية، وممثلو مؤسسات أممية وإقليمية فاعلة في حضور الأمين العام للأمم المتحدة، ووزير الدفاع الأميركي ووزيرة الخارجية الاوروبية- يكشف عن أن المجتمع الدولي يتناول الحالة الصومالية بالمزيد من الجدية والانتباه.. ولعل رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، وهي تشدد على أن هذا المؤتمر يعتبر «فرصة ثمينة» لبناء مستقبل زاهر للصومال وشعبه، قد أصابت كبد الحقيقة، ذلك باختصار لأن المؤتمر سيضع خريطة طريق سياسية وأمنية واقتصادية فاعلة، ستستحيل بإرادة العالم كله، إلى فعل خلاق على الأرض التي تغطت- ولا تزال- بالدم والثأرات والانقسامات المريعة والفرار.
هذا العالم- الذي صار قرية كونية واحدة- يعيش فعلا ما يعيشه سكان القرية الواحدة: إن غمر الفرح طائفة من السكان غمر القرية كلها، وإن اصاب طائفة منها الحزن، أصابها كلها.
تأسيسا على ذلك، يمكن القول بكل بساطة ان ما يحدث في الصومال، له تأثيراته السالبة على أمن واستقرار وسلام هذا العالم.. بل وعلى اقتصاداته أيضا، وسلامة ضميره ووجدانه، معا.
الأمين العام للأمم المتحدة- انتونيو غوتيريش- كان حديثه أمام المؤتمر مبشرا جدا، وهو يشدد على وقوف العالم إلى جانب الصومال في مواجهة الإرهاب والجفاف والفقر والفساد، لافتا إلى ان الصومال الآن «يطوي صفحة من تاريخه» مع الانفلاتات المخيفة واللااستقرار.
الصومال سيعود كما كان.. والمجد لتكامل الإرادات في هذا العالم.
copy short url   نسخ
12/05/2017
0