+ A
A -
التعليم صناعة، وهو ليس فرض كفاية، إذا ما قام في زمن، سقط في بقية الأزمان، ذلك لأنه- باختصار- حاجة الأوطان في كل الأزمان.

يُحمد لقيادتنا الرشيدة، أنها وضعت التعليم، على رأس أولويات الرؤية الوطنية، باستراتيجيتها الشاملة، وجسدت على الأرض، مفهوم(صناعة التعليم) عبر منظومة تعليمية متكاملة، ووفقاً للمعايير العالمية: مبان، ومناهج، وأساتذة، ومستلزمات.. كل ذلك، من فهمها العميق، لأهمية التعليم في بناء الأوطان، على أسس التنمية المستدامة- بكل مسمياتها- وفي مقدمة هذه المسميات تنمية الإنسان، عقلاً وروحاً وخيالاً، وإطلاق طاقات هذا الثالوث المجيد، من أجل المزيد من الابتكارات، وتقديم الحلول.

الصناعة- أي صناعة- لا تستطيع أن تعيش وتتعايش مع كل الأزمان، في غياب التطور.. ومن هنا، يبقى حتمياً التطور في (صناعة التعليم)، ليبقى جزءاً أصيلاً من تطور الإنسان.. بل ليبقى الإنسان من روح العصر... عصر التطور في كل المجالات، هذا.

انطلاقاً من هذا الفهم، ينتظم غداً- السبت- مؤتمر التعليم في نسخته الثانية، وشعار المرفوع «قيادات التعليم.. رؤى معاصرة»، في مركز قطر للمؤتمرات.

هذا المؤتمر، الذي تشارك فيه قيادات تعليمية محلية وإقليمية وعالمية، يكتسب أهميته من فلسفة أن قيادات العملية التعليمية، ينبغي أن تكون رؤيتهم، من رؤية عصرهم، ذلك لأنه في غياب هذه الرؤية، لن يصبح التعليم مواكباً للزمن، واحتياجاته، ولن تصبح الأجيال المتعاقبة، هي أجيال التغيير.. ولن تصير هي رأس الرمح، في مقابلة تحديات الزمان- أي زمان- وما أكثرها.

المؤتمر، هو إذن، مؤتمر للابتكار في العملية التعليمية. هو مؤتمر لتقديم الحلول، ليس فقط للعملية التعليمية هنا أو في الإقليم، وإنما لهذه العملية المهمة، على الصعيد الأممي، كله.

الوطن
copy short url   نسخ
06/05/2017
0