+ A
A -
التاريخ، سيكتب بإنصاف عن دور قطر إزاء ليبيا الثورة.. وليبيا ما بعد انتصار ثورتها، وليبيا التي تحاول الآن- بمساعدة الأشقاء والأصدقاء- لملمة جراحات الانقسام، واقتتال إخوة الدم والمصير.
موقف قطر- وليبيا تنزلق في نفق الدم- كان ولا يزال حتمية التوصل إلى حل سياسي عبر الحوار.. والحوار كان ولا يزال، هو أعظم ما تفتق به العقل الإنساني، لحلحلة الأزمات، وإطفاء النيران، وحقن الدم.
لقد لعبت قطر، دورا مهما وبارزا، في المساعي الدولية، للملمة الليبيين، وجلوسهم معا في طاولة حوارية، أثمرت أخيرا في «الصخيرات» إلى تقريب وجهات النظر، وتشكيل حكومة التوافق الوطني، ذات الأجندة المحددة، وفي مقدمتها إجراء انتخابات حرة ونزيهة، تشكل عنوانا لليبيا الديمقراطية، والموحدة: ترابا وشعبا.
ماهو مهم- على الليبيين أولا- أن يعبروا في كل يوم جديد- تعبيرا عمليا على الأرض- التزامهم بالمصالحة الوطنية، وإرساء الأمن، والاستقرار.. وهذا الثالوث هو الذي يحفظ الأوطان من شرور التشظى، والضياع..
وماهو مهم أن يظل المجتمع الدولي حفيظا على روح ما أثمرت عنه مفاوضات الإخوة الليبيين، وملتزما في الوقت ذاته بتعهداته في تقديم كافة المساعدات التي تجسد معنى وقوف العالم إلى جانب الليبيين، لاستعادة أمنهم وسلامهم، والدولة الواحدة التي يتنازعها الفرقاء.
قطر، دائما مع حق الشعب الليبي في الوحدة والسلام. ثابرت ولا تزال- ماديا ومعنويا- من أجل تمكين هذا الحق، ولعل صوتها الذي ارتفع بالأمس، في جنيف أمام حقوق الإنسان، وهو يستمع إلى تقرير المفوض السامي بشأن ليبيا، يبرز دليلا قويا على هذه المثابرة.
ارتفع صوت قطر، مناديا على العالم: ايها العالم التزم بتعهداتك في دعم بناء الدولة الليبية.
copy short url   نسخ
22/03/2017
0