+ A
A -
كتب – محمد الجعبري
في إطار خطة وزارة التعليم للإرتقاء بالعملية التعليمية، نالت مصادر التعليم والمناهج الدراسية اهتمام بالغ من قبل خطط التطوير في الوزارة، وذلك لاعتبارها من الروافد الأساسية للعملية التعليمية والتي تعمل على بناء شخصية الطالب، كذلك العمل على مناهج دراسية تخدم رؤية الدولة في بناء كوادر وطنية قادرة على أن تقوم بتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
حيث قامت الوزارة هذا العام على عملية تطوير شاملة للمناهج الدراسية، حيث اعتبرت الوزارة أن عملية التطوير مستمرة ولا تتوقف، وذلك للحداثة والتطوير الذي يطرأ على العلم سواء الأدبب أو العلوم العلمية، ومنها الرياضيات والأحياء والكيمياء والفيزياء، وضرورة أن تواكب المناهج الدراسية أحدث تطويرات العلوم في كل أنحاء العالم وحسب تقدم العلم في المراكز البحثية الكبرى، هذا بخلاف أن التاريخ يطرأ عليه الكثير من الأحداث والتي يجب أن تُدون في كتب التاريخ ليقرأها الجيل الجديد ويعرف تاريخ وطنه، مثل الحصار المفروض ظلماً على دولة قطر، حيث تقوم الوزارة العام المقبل بإضافة هذه الأزمة التي يعيشها الوطن للمناهج الدراسية، وذلك حسب خطة ورؤية الدولة وتوجيهات وزارة التعليم.
ويحدد التطوير الذي يتم إجراؤه على المناهج الدراسية الإطار العام للمناهج التي أطلقته وزارة التعليم الفترة الماضية، حيث تعد قطر الدولة الأولى في منطقة الخليج العربي التي تقوم بإطلاق هذا المشروع التعليمي العظيم المتمثل في الإطار العام للمناهج، والذي يعتبر بمثابة دستور ومرجعية تحدد مهام وخطوات المناهج في جميع المراحل التعليمية، كذلك المستهدف والمطلوب من مناهج كل مرحلة تعليمية في بناء القدرات العقلية والسمات الشخصية للطلاب.
وفى هذا السياق يشير عدد من التربويين إلى أن الإطار العام للمنهج التعليمي الوطني لدولة قطر يعتبر مرجعية واضحة للمنظومة التربوية في قطر وفي صناعة جميع القرارات المتعلقة بالمناهج الدراسية في الدولة، وتم إعداده وفق رؤية قطر الوطنية بتحديده للاتجاهات العامة للمستقبل في مجال التعليم، لا سيما وأن قطر تتطلع لبناء نظام تعليمي يواكب المعايير العالمية ويتيح الفرص للطلاب ويمكنهم من النجاح وتطوير مهارات التفكير العليا والإبداع المعرفي والكفاءات العالمية بامتلاك المهارات والمعارف والاتجاهات.
وفي هذا الإطار قال الأستاذ صندح النعيمي مدير مدرسة علي إبن أبي طالب الإعدادية للبنين أن الإطار العام للمناهج الذي أطلقته وزارة التعليم يعد خطوة كبيرة في إتجاه تطوير العملية التعليمية في قطر لتواكب أحدث النظم التعليمية في العالم، والذي بدأ يقفز قفزات كبيرة بطلابنا إلى رؤية الوطن المتقدمة التي وضعتها قيادتنا الرشيدة، بما يواكب متطلبات العصر الحديث وتقدم العملية التعليمية في العالم أجمع، لافتاً إلى أن من أهداف هذا الإطار بناء مناهج تعليمي وبرامج تدريب تستجيب لحاجات سوق العمل الحالية والمستقبلية كذلك العمل على توفير فرص تعليمية وتدريبية عالية الجودة تتناسب مع طموحات وقدرات كل فرد، استمرار برامج تعليم مستمرة مدى الحياة تكون متاحة للجميع.
وأشار إلى أن الوزارة تهدف من خلال هذا الإطار الى بناء شبكة وطنية للتعليم النظامي وغير النظامي تؤهل الأطفال والشباب القطريين بالمهارات اللازمة والدافعية العالية للمساهمة في بناء مجتمعهم وتقدمه، للعمل على ترسيخ قيم وتقاليد المجتمع القطري والمحافظة على تراثه، كذلك تشجيع النشء على الإبداع والابتكار وتنمية القدرات، غرس روح الانتماء والمواطنة، المشاركة في مجموعة واسعة من النشاطات الثقافية والرياضية، مما يجعل المدارس مؤسسات تعليمية متطورة ومستقلة تدار بكفاءة وبشكل ذاتي ووفق ارشادات مركزية وتخضع لنظام المساءلة.
من جانبه أوضح الأستاذ خليفة المناعي مدير مدرسة خليفة الثانوية للبنين أن إطلاق الوزارة لمنهج تعليمي وطني لدولة قطر للقرن الحادي والعشرين فرض تحديات ينبغي أن يستجيب لها المنهج التعليمي وهي بناء اقتصاد المعرفة الذي يحتاج إلى أفراد يمتلكون ما هو أكثر من المعرفة، فالطالب في حاجة إلى فهم المعرفة واستيعابها، والتمكن من تطبيقها واستخدامها على نحو مبدع لحل المشكلات التي تواجهه في الحياة، وذلك من خلال امتلاك المهارات والاتجاهات الإيجابية للقيام بهذا، كذلك فإن الطلاب في حاجة إلى التزود بالكفاءات اللازمة لمواجهة التحديات العالمية بنجاح، ويعني هذا القدرة على التفاعل مع أناس من شتى أقطار العالم، كما انه يعني أيضا القدرة على فهم التحديات والتطورات في الاقتصاد العالمي، والتعامل معها.
وعن كيفية ترجمة هذا الإطار في المناهج التعليمية أكد المناعي على أنه لابد من العمل على تطوير المناهج التعليمية بما يتواكب مع متطلبات هذا الإطار الجديد ليتم ترجمته في العملية التعليمية في سلوك الطلاب، وهذا ما قامت به الوزارة العام الدراسي الحالي، لذلك يجب على المعلمين والمعنيين في العملية التعليمية تجنب التعقيد المتزايد للعلم، لذا ينبغي أن يتعلم الطلاب الإحاطة بهذا التعقيد وكيفية تقبله، كذلك تجنب التبسيط المفرط عند عرض هذا الموضوع، والعمل على تطوير القدرات العقلية للطلاب على التفكير الناقد العميق في القضايا المعقدة، ويجب أن يتعلموا أسلوب البحث المنهجي في القضايا، ويكتسبوا القدرة على التعامل مع المشكلات، وتقويم الحلول الممكنة لها، وأن يروا في التعقيد فرصة للتفكير المبدع.
من جانبه صرح الاستاذ عبدالله الكواري مدير مدرسة حسان بن ثابت الثانوية بنين ان الاطار الوطني يساهم في تحديد هوية الطالب القطري ويرسم شخصيته كما يحدد مستقبل الطالب من خلال ما يلتحق به من برامج تطويرية مختلفة في الجانب التربوي كما أن الاستراتيجيات التي وضعت لها دور كبير في تنمية مهارات المعلم وتطوير الاداء المدرسي والادارات وكافة معلمي قطر.
ويحدد هذا الإطار سياسات التعليم والتعلم والتقويم لضمان أن تكون هذه السياسات متفقة مع أكثر الممارسات العالمية فاعلية، كما أنه يهتم بتقديم الدعم اللازم للطلاب سواء أكانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة أم من المتفوقين والموهوبين، كما يشير الإطار إلى سبل إثراء المنهج التعليمي وآلياته بنشاطات منهجية إضافية، ونشاطات تعزز الروابط بين المدرسة والمجتمع.
وفوق هذا كله، فإن الإطار العام يرسم بنية واضحة للتعلم تبين كيفية ائتلاف مكونات المنهج التعليمي معا، وتؤكد العلاقات المتبادلة بين العناصر المختلفة في منظومة المنهج.
من المسلم به ان المناهج تمتاز بالتعقيد. ورذا لم تتوافر لها بنية واضحة فإنها ستكون عرضة للتجزئة والتفكك، وهذا يضعف فاعلية التعلم.
أما الاستاذ خميس مبارك المهندي صاحب ترخيص ومدير مدرسة جاسم بن حمد الثانوية المستقلة بنين فقال ان الاطار الوطني يحدد الكثير من الجوانب الهامة في تطوير المنظومة التعليمية كما انه بمثابة الخريطة التي توضح كافة الأمور الخاصة بالمناهج والتعليم والتعلم مشيرا الى ان الاطار العام سوف يكون له الكثير من الايجابيات موضحا أنه يحتوي على القضايا المتعلقة بالكفاءات والمهارات المطلوبة لدى طلبة القرن الحادي والعشرين كما انه يقدم شرحا وافيا عن كافة الاجراءات المتعلقة بتطوير المناهج ويحدد وجهة واضحة لتطوير التعليم في قطر.
copy short url   نسخ
24/09/2017
1451